ثورة الشعراء في بادية سيناء

 محمود بن عيد الدويغري | سيناء – مصر

m.dwaghra2015@gmail.com

رغم إن المؤسسات تسعى لتهميش الشعر النبطي بشبه جزيرة سيناء إلا أن الشعراء أنفسهم أسروا على صقل هواياتهم وإبراز هويتهم، ولعلها كانت نقطة الانطلاق قبل عقد من الزمن حيث تم تأسيس رابطة شعراء النبط التي انطلقت أولى فعالياتها من مدينة العريش عاصمة شمال سيناء .

ومن ثم تم تأسيس نادي تلو آخر لشعراء البادية بالهيئة العامة لقصور الثقافة للمحافظات الحدودية لا سيما شمال وجنوب سيناء، وأعتبر الشعراء تلك الأندية اعترافاً رسمياً لهم من قبل الدولة وأصبحت هويتهم جزءاً أصيلاً من الثقافة المصرية، استمر الشعراء في التسويق لأدبهم وتراثهم من خلال إقامة الأمسيات والندوات الشعرية داخل المؤسسات الرسمية والمحافل البدوية، وأيضاً من خلال طباعة دواوين شعرية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية ودائرة الثقافة بالشارقة الإماراتية .

حينها اتجهت الدولة المصرية بدعم لوناً جديداً من ألوان الثقافة بانطلاق المهرجان الأول في عام 2016 تحت مسمى مهرجان شعراء البادية، الذي استمر لثلاث دورات لكنه انقطع في دورته الرابعة وانقطعت عنّا الأسباب لذلك لا نود الخوض في هذا الشأن ونكتفي بحق المطالبة لعودة المهرجان لهذا العام .

استطاع الشاعر أن يصنع لنفسه مكاناً اجتماعياً وصدى إعلامياً واسعاً وخاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي استغلها الشعراء خير استغلال، فكانت لهم منصة لإيصال إبداعاتهم الشعرية ومرونة التواصل مع الجهات الداعمة لهذا الشأن داخلياً وخارجياً، لذلك كان للعديد من الشعراء حظاً في المشاركة في المسابقات والمحافل الشعرية وتمثيل أوطانهم خير تمثيل داخل وخارج البلاد .

استمر الشعراء في تطوير ذاتهم وهويتهم حتى أصبح من بينهم الدارس والمدرس للعروض، ومنهم من هو ناقداً وراعياً للمسابقات الشعرية الرسمية، لتكتمل ساحة الشعر النبطي في البادية السيناوية من ذات الشعراء فمنهم مديرو الأمسيات والمتسابقين والحكام وأيضاً منهم الدعم والرعاية .

فهنيئاً لشعراء البادية في سيناء على صونهم تراثهم وصقلهم هويتهم من تلقاء أنفسهم

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى