ثلاث قصص قصيرة جدا

رضا عفيفي السيد | مصر

شجرة الحياة الرمادية 2

1_ احتفال

لم يتخيل المفكر الكبير المشهد… مئات ممن كان يسعى إلى ضياء مستقبلهم المتجمد.. كانت عيونهم مسحورة .. تعكس كالمرآة فراغ عقولهم

هتاف وتصفيق للمجنون الذي يغني بصوت حيواني.وكلمات لا معنى لها .. كتب جملة واحدة فوق ورق الحمام البيضاء المتبقية .. في أي قرن نحن ….؟!!

خرج وهو يبتسم مستسلما للجلاد

***

2_ جذور

دخل المدينة.. مرت سنوات الغربة ثقيلة.. حمل بعض الكتب و (السيديهات) بحقيبته تحمل أفكار جديدة .. السكون الرائحة الحوائط كما هي.. فقط الجرذان زاد حجمها .. هاله حجم الصور الملصقة فوق الجدران..النوافذ، فوق الحديقة التي وضع بذورها قبل رحيله تحوم طيور عملاقة سوداء ..عندما خرج أحد جيرانه القدماء . هزيل الجسم كما تركه.. لكنه يضع نفس الصورة.. بها فتحة صغيرة حول عينيه وأنفه وفمه .

مسح دمعة فرت من خلف القضبان. هرول ليلحق موعد الطائرة العائدة.

***

3_ علاقات

منذ سنوات وحيدة .. كان زوجها قرر هجر الحياة دون سابق أنذار ..لم يمضي يوم إلا وهي تراجع ذكرايتها معه.. خطاب وراء آخر. حتى جفت دموعها .. كما جفت رائحة جسدها .. أنفجرت بالبكاء .. ذات ليلة استرعى أنتبهاها اسم المرسل إليها كل منها مختلف عن الآخر.. تعطرت . أرتدت قميص يبرز مفاتنها.. ألقت برسائله داخل سلة المهملات…نزعت أزرار الحرمان .. لأول مرة فراشها يعرف الدفء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى