شبق

عمر حمَّش | فلسطين

قصة قصيرة

لاصقته في المقعد الخلفيّ لعربة الأجرة، وساقها الممتلئة مالت عليه!

لماذا لم تجاوره مرافقتها العجوز؟

هرب محترقا إلى الأشجار اللاهثة، أغنيّة غنجت في المذياع، فانكمش ملتصقا بالباب، وتشاغل بركض الأشجار!

كفها سقطت على ساقه، فابتلع صرخة كادت تفضحه، وجه السائق الخشن في المرآة خمّنه يزجره، ذراعها فوق فخذه تمددت، فجرى فيه وحشٌ، أصابعها تحركت مترنمة، ورأسها استلقى على صدره عصفور نار، فجنّ الوحشُ داخله!

رسم لها صورةَ في الأشجار، رآها غجرية تُهيج شعرا فحميا، وتشهر في الصدر التفاح!

وفي ورق الشجر رآها تجري، وتقول:

كلني!-

فانهار في المقعد، ينتفض، حتى فوجئ بصوت أمّها الضعيف؛ يوقف العربة، ثمّ وهي تنزل؛ تمدّ ّذراعيها، لتسحب مجاورته على الإسفلت مترنحةً غائمة العينين ، ثمَّ تجرّها عبر مدخل بناية، كتب عليه:

( للأمراض العقلية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى