لم نفلح سوى في الحب
أحلام عثمان| شاعرة سورية مقيمة في كندا
فاشلان
ننام في ساعة مبكّرة
في سريرين منفصلين في غرفتين باردتين
جسدٌ قديمٌ ، وظهرٌ لامعٌ
كل قلبٍ على حِدة.
أن نمشي من الغرفتين إلى المطبخ بقدمٍ واحدة
ونعدّ القهوة بيد واحدة
وكطفلين باسمين نقول “صباح الخير ” بشفةٍ واحدة نُجيب.
مايعني أننا فاشلان ، لم نفلح سوى في الحب.
- ••
أمسح غباش نظّارتك ، بطرف السّاتان المتدّلي من فستاني
لأرى عينيكَ بوضوحٍ كيف و بخبثٍّ تعرّقني .
وتمسحُ بفمك المكسور على فخذي ، ماء ارتباكي .
“النّشوة صانعة الوجود”
الوجود ينام بعينين زجاجيتين ويتغطّى بجلدٍ متعرّق.
- ••
أحضنهُ
أدللّه ُ
أناغيه
أضمهُ إلى نهديّ
ولايتوقف عن البكاء …!!
حزنكَ الذي هرب من بيت حزني وراح يجول
الملاهي ، الحدائق ودور السينما
باحثاً عن قصيدة فرح يهديها لأطفالي البُكم.
عادَ به
عادَ بي
عاد ببيتي ، بأطفالي
وعلى سريرٍ واحدٍ …نامت القصائد.
- •
خُلقنا طيّبين وسُذّجاً
تربّينا على أيادٍ سماويّة وفي حضن له رائحة الخبز والجنة.
قُلنا ،
هذه اليد كتاب الإله الضائع
وعلينا أن نُطيل السُّكن في هذا الحضن كي نتعلّم القراءة والكتابة
كي نحفظ أسماء الآلهة ببطونٍ خاوية وقلوب رضيعةٍ
تحاول النّهوض عن شهوة النّهد
ولا تجرؤ .
نهمس في أُذن الحياة :
(خارج محيط هذه الدائرة ، ذُعر يتربّص الذات ويجرّها صوب الخطيئة)
- •
لا يأكلنّ الخبز بكثرة كي لا تمتلئ خصورهن
وتسمن أفخاذهنّ
كي لا يتلظّى الحب على ظهر المسافات
كي لايضيق نَفسهُ
كي لا يتعب ولا يستريح
كي لايقصر وينكمش بزغبه
ويصير فارهاً بالرغبة .
- •
يشرب الرجال النّبيذ
كي يتحولوا إلى وحوشِ
تعضّ النساء وتلتهم الخوف عن أجسادهن الشهية
كي يعودوا أولاداً أشقياء
ومن عيني طفلةٍ ينهمرون.
