من أعاجيبِنا!

أحمد يوسف داود | سوريا

يدُنا الآن في المَحرقةْ!.

ساعةُ النارِ أرخَوا عَنانَ هَواها..

فصارت مَقاتِلُنا ضَيِّقةْ!.ِ

* **

ـ 1 ـ صباحُ الرّيحْ:

ما أشرقتْ شّمسٌ من الشُّبّاكِ..

تبدو الرّيحُ في الذّروةِ من جُنونِها

وصَوتُها الباكي وراءَ البابِ مُلتفٌّ

كما لوْ أنها في لُعبةٍ بلا خِتامْ!.

 

لا ينهضِ الأولادُ من رُقادِهم:

أحلامُهم ثَقيلةٌ تحتَ لِحافِ الصُّبحِ:

ـ أينَ الشايُ؟!..

منذُ أشهُرٍ تكسّرتْ أقداحُها!..

قسائمُ التّموينِ ماتتْ حين قال الماءُ:

ـ لاأريدُ مَقلَباً يَهزأُ منّي!..

ثمّ أعفى حِبرَها التالفَ من خُصومةٍ

ونامْ!.

 

على الطّريقِ شَوكةٌ تَدحرَجتْ..

كأنّها حافِلَةٌ تَجمعُ في أنينِها

خَزائنَ الأيّامْ!.

***

 

ـ 2 ـ على فمِ الوادي:

مَسيلُ ماءٍ جَفَّ من سَقامِهِ

فناولتْهُ غيمةٌ ضُروعَها..

لكنّه امتَصَّ حَصا الوُعودِ في الرِّضاعِ

فاختَنقْ!.

 

وانْصَبَّ تلٌّ فَوقَهُ فَحامتِ الغِربانُ

لكنْ لم تَجدْ شِلواً..

فقال راعٍ نَفقتْ قِطعانُهُ:

ـ صاحِبُنا تلُّ نِفاياتٍ ولاعبتْهُ النّارُ

فاحتَرقْ!.

***

 

ـ 3 ـ في ساعةِ الغَداءْ:

لم ينزِلِ الدوريٌّ كالعادةِ حدَّ البابِ..

لاحُراسَ إلّا القِطةُ العَرجاءُ

ماءَتْ وارتَمتْ كجُثّةٍ..

فدارَ ثمّ حطَّ فوقَ أنفِها مُعابثاً

فاخْتلًجتْ وطارْ!.

 

حُروفُهُ ضيِّقةٌ عن سَردِ مَعناها..

ومن ليس يُجيدُ الضَّحكَ العاري

مع الحَبِّ أوِ الفُتاتِ والنّباتِ

أو حتى مع الدّيدانِ..

هل تَفوتُهُ مَساخِرُ الأشرارْ؟!.

* **

ماختمْنا حِكايةَ خَيباتِنا المُرهِقةْ!.

لم نُجرِّبْ سِوى بعضِ أوجاعِنا

والبَقيّةُ أشَواكُ ذُلٍّ..

وأرواحُنا وحدَها العالِقةْ!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى