أغنيةٌ لِعَينَيها
د. محروس بريك | أكاديمي مصري
من عهد (مِينا) نغزِلُ الأنوارا
ونضيءُ دربَ السائرينَ حيارَى
الناس في صمت الرمال … ونيلُنا
أحيا الرمالَ وأنطق الأحجارا
قد كان يسري خاشعًا .. حتى إذا
ما حلَّ (مِمْفِيسَ) استقر وحَارا
نبتَت له كفان ممدودان نحوَ
اللهِ .. وانسابَ الهدى أنهارا
وجَثا هنالك داعيًا: (يا ربَّنا
أرسِلْ سماءَك هاهُنا مِدرارا)
والآن يسري مثلَ دمعِ حبيبتي
يروي الضلوعَ .. وينثُرُ الأزهارا
للنيلِ والأحجارِ حُسنٌ ناطقٌ
لكنَّ سرًّا في الجماد توارى
حار الذين تفكَّروا… لله دَرُّ
حجارةٍ لا تُعلنُ الأسرارا
يا مصرُ يا سرَّ الإله بأرضه
نفديك إن مال الزمانُ وجارا
من كان يا أمَّ الدُّنا لكِ ناصرًا
فجميعُنا صِرنا له أنصارا
من أجل عينيكِ الجميلةِ .. كلُّنا
يهوَى الردى ويعاند الإعصارا
إني أحبكِ .. والسيوفُ نواهِلٌ
وجدارُ قلبيَ كاد أن ينهارا
فَلْتنزِعي ثوبَ السكونِ .. وكسِّري
كلَّ القيودِ.. وحطِّمي الأسوارا
صُبّي كؤوسَ النور في أحداقِنا
كي يصبحَ الليلُ الطويلُ نهارا
