متى ترحل ايها الليل؟
سمير حماد | سوريا
كم طالت إقامتك في ديارنا , ايها الليل …
تفرش عتمتك فوق أزهارنا …
وتجلّل بالرهبة , الشوارع والازقّة , والقلوب …..
وكم يؤرّقني هذا السواد في عينيك …
وهما تحدقان بنا ….وتغمران أنفاسنا ….
كم انا خائف منكَ …على حبيبتي ,
التي أصبحت , تهجس , مرعوبة , من كل شيء ,
من العتمة , والفراق , والنعيب , والنّوم ….
حيث الكوابيس كاللصوص ,
تسطو على أحلامها ….
تعالي , حبيبتي , نسرق قبلة ,
بعيداً عن أعين الذئاب …
ربما اشتعلت نجمة …
تعالي نرشف كأسا من العناق ,
ربما استيقظ القمر …..
تعالي نسرق وردة من حديقة العطر ……
نضيء بها الشمس ,
فوق هذي التلال ……
دعيني الوذ بخمرة عينيك ,
ولبلاب أنفاسك , وعطرك المُسكر …..
دعيني الوذ بعوسج ذراعيك …
وسنابل أهدابك , وقمح صدرك ….
لاتتركيني للوحوش …..وترحلي…
أرفض ان اموت …..
الا على مخدّة , شقائقك ….
معانقاً شموخ السنديان…
واشتعال الحروف في بيادر النشيد ….