مدارج النور

بكر زواهر | القدس
في هذه الظروف اقدم قصيدتي في مدح طب الحياة وشفائها “محمد ” صلى الله عليه وسلم
غَسَلْتُ روحي وماءُ الحبّ مَا نَضَبَا |
مُذْ شفَّ عنها حَبيبٌ مَزَّقَ الحُجُبَا |
مُذ كان للشمس أنهارٌ تُضيءُ هَوًى |
والعشقُ يشعلُ في أمْوَاهِها لَهَبَا |
الكونُ يَنْمُو بإصغاءٍ لِسيرتِهِ |
والأرضُ حائِرَةٌ في حُبِّهِ حِقَبَا |
مِنْ أينَ تَبْدَأُ ؟ والمعنى بِعَتْمَتِهِ |
أعلى من الكون يمضي فوقَهُ عَجَبَا |
يَمْضي وَيَعْرُجُ في أنواره وَلِهًا |
مُذْ قاب قوسين من نور الهدى اقْتَرَبَا |
لكنَّ معنى الهدى شيءٌ يُطِلُّ مِنَ |
القُلُوبِ إطلالةَ الدَّمْع الذّي اغْتَرَبَا |
قَدْ قِيلَ إقْرَأْ وأحزان الصّدور فَمٌ |
يقولُ هَلْ مِنْ نَبِيٍّ يُخْرِجُ الكُتُبَا |
هَلْ مِنْ هُدًى يُنْقِذُ الأرضَ التي بَلَغَتْ |
فوضى الدّماء على أقْدَامِها الرُّكَبَا |
قَدْ كانَ صَاحِبُ غَار الثَّوْر يَعْرِفُ |
أنَّ اللهَ يَحْرُسُ مَنْ لَمْ يَعْرِفِ الكَذِبَا |
تِلْكَ الحمامةُ في أفْيائِهِ سَجَدَتْ |
وَظَلَّلَ النُّورُ مِنْ عُشّ الهُدى سُحُبَا |
والعنكبوتُ تَخِيطُ الحبّ في حَجَرٍ |
وخارجَ الكَهْفِ وَجْهُ الكُفْرِ قَدْ شَحَبَا |
كَانَ الرَّسُول صَديقَ الغَيْبِ قَبْلَ قِيَامِ |
الكونِ ثُمَّ على أسْوَارِهِ وَثَبَا |
فَجَاءَ أشْهَى مِنَ الأحْلاَمِ مَنْطِقُهُ |
وَأَشْرَقَ الحُبُّ في الإنسانِ إذْ غَرُبَا |
فَكانَ مَازالَ أعلى الناسِ مَنْزِلَةً |
وكانَ أعلى من النّجْمات مُنْتَسَبَا |
تَفَرَّعَتْ في سماء اللهِ دَوْحَتُهُ |
وَأَيْنَعَ الخَيْرُ مِنْ أَغْصَانِهَا رُطَبَا |
فَمَنْ تُراهُ سَيَجْني من حقول جنانه |
ويروي بِيَنْبُوعِ الرؤى السَّغَبا |
وَمَنْ تُراهُ كَمَا أوصى الرَّسُولُ يُقِيمُ |
القُدْسَ في القلب لاَ يَخْشى بِها الغُرَبَا |
القولُ مِنْهُ مِنَ الأعمالِ فِضَّتُهَا |
والصَّمْتُ يُشْبِهُ تَحْتَ الهَيْبَةِ الذَّهَبا |
مَنْ ذَا كَهَيْبَةِ خَيْرِ الخَلْقِ في كَرَمٍ |
تَضُمُّ في حِضْنِهَا أمّا، تَضُمُّ أبَا |
قالتْ حروفٌ من الماءِ ارْتَوَى جَسَدِي |
فِي حُبِّهِ وَامْتَحَى من صَمْتِهِ رَهَبَا |
للعشقِ أَجْنِحَةٌ جَذْلَى تُرَفْرِفُ بِي |
نَحْوَ النَّبِيّ الذي في حُبِنَا تَعِبَا |
فَكَمْ مِنَ الكُفْرِ لاَقَى مِنْ جَسَارَتِهِ |
مِنْ أَجْلِنَا ،كَمْ مِنَ الأهوالِ قَدْ شَرِبَا |
فكانَ أَصْلَبَ مِنْ صَخْرٍ على حَجَرٍ |
مَتَى تَصَدّى لِنَارِ الكُفْرِ إنْ غَضِبَا |
وَكَانَ كَالمَاءِ يَجْرِي رِقَّةً بِيَدِ |
لإحسانِ يُنْمي من الأشجارِ مَا احْتُطِبَا |
وَكانَ كَالرَّمْلِ يَمْحُو خَطْوَ كُلّ خَطِيئَةٍ |
مَشَتْ نَحْوَ نَارٍ تَخْدَعُ القِرَبَا |
الصّدرُ ما شَقَّهُ مِنْ نُورِهِ مَلَكٌ |
إلاَّ لِيُطْفِئَ مِنْ إيمانِهِ الكَرَبَا |
إنّي كَمَا يَبْتَغي المُسْتَمْسِكُونَ بِهِ |
أمْشي إلى اللهِ أرْجُو المُصْطَفَى سَبَبَا |
فِي رَوْضَةِ الشَّوْقِ أبْكي عند حِكْمَتِهِ |
العظمى، وَأَشْعُرُ أنّي أَخْطِفُ اللَّقَبَا |
فَاقْبَلْ فُؤادِي رَسُولَ اللهِ إنَّ قَصِيدَتي |
هَدِيَّةُ روحٍ تَبْتَغِي نَسَبَا |
وَاعْذُرْ.. فَشَاعِرُكَ اخْتَارَ المُقَامَ هُنَا |
بِحَرْفِ مَدْحِكَ تَعْلُو الدَّوْحَةُ النُّجَبَا |