الأيقونة من الرمزية إلى الشعرية في قصائد وليد جاسم الزبيدي

وفاء عبد الرزاق | شاعرة عراقية تعيش في لندن

   الأيقونة في اللغة العربية، هي تمثال مصغَّر لشخصية دينية بهدف التبرك بها،وتكون أحيانا مغلفة بالجلد أو الفضة وتعلَّق بالعنق، للهدف ذاته.

لكن الدكتور وليد جاسم الزبيدي بصفته شاعرا وأديبا وناقدا، جعل  لها بعدأ آخرا، غير ما ذُكر. غلفها بالشعر العذب، لتعلَّق في عنق الإبداع تبرّكا بمنجز المكتوب عنه.

لم يختر إيقوناته عشوائيا، بل كان اختيارا مكتنزا كثقافته وإبداعه. لذا نجده ، أي اختياره تعدد بين الفن الطربي، والشعر، والرياضة، والعلم، والهندسة. أي كل صنوف الابداع الثر العربي والعراقي والعالمي.

   كما كانت صور المحتفى بهم بشعره مختارة بعناية فائقة بحيث أصبحت لدينا لوحة مكتملة بذاتها.وقد تنوعت الصور بين اللون والأسود.وأظنه يثبت لنا بهذه التشكيلة اللونية كيف ستكون جمالية الكلمة بين الضدين. كما جاءت الأشعار ملونة بين النثر والشعر.

جمعت أيقونات د وليد بين الوجداني، المعبّر في أسلوب غاية في الروعة. وكأنه عرفان منه بأعمال عمالقة الإبداع.. وبين ما يثير الدهشة للكشف فيما وراء الصورة والكلمة.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل كل هؤلاء بحاجة لعرفان يذكِّر القارئ بهم؟ علما أنهم متأصلين في ذاكرة كل مثقف ومتابع وقارئ يختزن أسماءهم في روحه وعقله وقلبه.

نعم، لقد تحرك الشاعر الأصيل في قلب د وليد، ولم يجد أمامه غير الكلمة، المفعمة شعرا لترد ولو الجزء البسيط لما قدموه لنا ولذائقتنا التي لم يخدشها زيف الفن والشعر والسلوك الأخلاقي، إنما القيم الحريصة على إبداع باق مدى الزمن.

    نحن نعيش زمن النفاق الشعري، وهذه ظاهرة يقترفها البعض ولا أعمم هنا، وقلما تجد مبدعا يمتدح مبدعا آخر علما ان في دواخله عرفان لمنجزه، ولأنه الأفضل يلتزم الصمت على أن يمتدح أو يشكر المقابل الذي لم يستطع الوصول إلى ما وصل إليه بجهده وموهبته وعلمه.

وقد تخرس وزارة الثقافة في بلد ما وبالأخص في عراقنا الجميل، وتغض النظر عما يقدمه مبدعو العراق عالميا وعربيا، لا لشيء، إنما لأن الكثير من موظفيها ليسوا في المكان الصحيح، وأعني بكلمة موظفين لانها رتب وظيفية لا ثقافة وعلم.

وقد أعطى د وليد من قلبه شعرا استذكارا لعمالقة الإبداع، وهذا شأن الحريصين على الصدق الإبداعي الهادف، الذي اخترق العالمية ليقول ها أنا ذا.

وها هو ذا الإنسان والشاعر والناقد د. وليد جاسم الزبيدي.ليس شكرا أقولها أو تقديما لعمله هذا، إنما أتساءل من خلاله: كم  مثل الدكتور وليد تحتاج ثقافتنا؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى