أنا لا أَراكْ

وسام عبد الحق العاني | شاعر عراقي يقيم في مسط

أنا لا أَراكْ

يا أيُها الوطنُ المُسجّى

في غَيابَةِ ذُلِّــنا

أَ رُكامُ أَوطانِ العُروبةِ مُنتهاكْ؟

يا وَيحَ أبناءِ العُمومةِ

يا فَتى الفِتيانِ .. لمّا ضيعوكَ

وأَسلَموكَ إلى عِداكْ

ونوائبُ الدنيا تُسابقُ بعضَها

كيْ تستريحَ على ثَراكْ

أَوَ لمْ تجدْ أحقادُها وطناً سِواكْ؟

مَنْ ذا رَماكْ؟

يا قُرّةَ الأوطانِ بالعينِ التي مَحَقتْ سَناكْ

أينَ اخْتفيتَ

وكلُّ ضَوءٍ في المَجرَّةِ مِنْ ضِياكْ

فـَـبِــرَغْمِ أنّ الشمسَ تشرقُ مِنْ مَداكْ

و بِــرَغْمِ أنّ الحرفَ في لُغَتي

و قافِيَتي .. ووزنَ نَشيجِها

هِــيَ بعضُ ما اخْترعتْ يَداكْ

لكنَّني مازلتُ ياوطنَ الحضارةِ لا أَراكْ

وأُطِلُّ مِنْ بينِ المَـــواجعِ

فاغراً فاهَ الذهولِ لِما دَهاكْ

وأجُسُّ نبضكَ بالخريطةِ سائلاً:

مازالَ بالجريانِ ينبضُ خافقاكْ؟

إني أرى زُمَرَ الضباعِ

تَــناوَشَتْكَ ومزّقَتْ بِدَداً عُراكْ

وَأَرى الذينَ تَقافَزوا مِنْ كُلِّ جُــحْرٍ

يَركبونَ الموجَ كيْ يَطأُوا ذُراكْ

مَنْ أسْلَموكَ لِــذابِــحيكَ

وَقَزَّمــــوكَ وأنتَ نجمٌ في عُــلاكْ

باللهِ يا وطنَ الطُفولةِ دُلَّــني

قدْ تُهتُ مِنّــي

في دُروبِ البحثِ عنْ وجعٍ سِواكْ

غادرْتُ مِنْكَ وَلَمْ تُغادرْ أنتَ مِنّــي

دُلَّــني كيفَ السبيلُ إلى لِقاكْ

مَنْ لــي بِــبَــعضِ تُرابهِ

أَوْ مائِهِ ..

أَوْ خُطوةٍ تَمشي بِها قَــدَمي هُناكْ

مازلتُ ذاكَ المُــستجيرُ

بِـــحَرِّ نارِكَ مِنْ لَــظاكْ

قدْ فَرَّ مِنْ كّـــفِّ الرّدَى

لِــيَــصُفَّ في الطابورِ مُنتظراً رَداكْ

فَــأَنا يَــتــيــمُــكَ ..

بعضُ نَــزْفِــكَ ..

بعضُ ما ذَرفَتْ بِأرضِ الغَيرِ حُزناً مُقْلتاكْ

قَطَعَ القَوافيَ كيْ يَــموتَ بِــراحتَيْكْ 

واشْتاقَ ضَمّتَــكَ الأَخيرَةَ واشْتَـــهاكْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى