كأس أنسِ..

 د. ريم سليمان الخش |فرنسا

ثملتَ فقد شربتَ دماءَ حسي
ولم تترك شفا رمقٍ بكأسي

ولم تأبه بصوفيٍّ نديمٍ
صببتَ له المصاعب كأس أُنسِ


فتنتَ به صريعا ذات شعرٍ
نداماه الهوى وفيوض حدسِ


لتسكبه على حانوت فسقٍ
مباحا للشراب بسعر بخسِ
***
فديتك من لئيم رام حربا
فديتك من قنا الهيجا بنفسي


فديتك في الكريهة أنْ تُبزّا
ولم أحفل بتجريمي وبؤسي!!


وغرتُ على الرذيلة سيف طهرٍ
يطاعنهم ودرعك قلبُ بأسي


ولم أرغب سوى أن تبقَ نجما
مضيئا بارقا من دون لبسِ
***
أحبك لم تروّعني الرزايا
ولو جلبت عليَّ سعار نحسِ


فلم تستنفز الطعنات قلبي
ولم تكتم أيادي الشر همسي


وشمعك مايزال بلا انطفاءٍ
لسرمده ومن أصقاع أمسي
***
وتسألني البديهة ماتبقى
بحانوتٍ به أدميتَ كأسي؟


وهل في جرعة الإدمان سرٌّ
ثملتُ به إلى أن ضاع رأسي!؟


فلم أبلغ خلاصا شاعريا
ولم يطأ الهوى أعتاب يأسي
***
أقول لها رويدك إنّ دنّي
عتيق الخمر نوارٌ كشمس


وإنْ جار الزمان عليه بخسا
سيبقى كالجواهر دون مسِّ


ينابيع البصيرة في انهمارٍ
ليسقى من سنا الرحمن حدسي
***
على كفّ الضياء تركت قلبي
ليشرب من فيوض الله غرسي


ويبقى الحب قديسا وليّا
ولو ملء الفضا من خبث جنسِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى