جريدة عالم الثقافة تحاور الشاعرة المصرية منى عثمان

 

  • الكتابة أصل ضارب في عمق الروح والعقل.
  • الصدق والعمق متى توفّرا فقد أرست القصيدة أوتادها.
  • القلم لسان الضمير وللأسف هناك من أساء وتجاوز كل التابوهات.
  • من مصر (مرحلة الطفولة هى المرج الخصب للخيال الذي لا يحده مدى).
  • ما يمر علينا من تفاهات يتم التصفيق لها والإشادة بها أمر يحرق الدم والأعصاب.

 

حاورتها: الإعلامية الليبية ريم العبدلي

شاعرة ذات لون مميز جمعت من حروف كلماتها الرقة والحلم والدفء استطاعت أن تعبر بأعمالهاعن المرأة ومشاعرها وأحلامها ولنتعرف عليها أكثر كان لنا معها هذا الحوار:-

س: عرفيني بنفسك

ج: منى عثمان ،كاتبة مصرية صدر لي عدة كتب شعرية 3 مطبوعة و5 إلكترونية، والمطبوعة هي: (امرأة بلون الحلم) و(في مساءات الحنين)، و(حدثني قلبي). أما الكتب الإلكترونية فهي: (صهيل الذكرى) و( نقش على الشريان) و(امرأة بلون الحلم) و(عن ظهر حب). ولي قيد الإصدار: كتاب (ذات لهفة)

***

س: كيف كانت البداية مع الكتابة؟

ج: مرحلة الطفولة هى المرج الخصب للخيال الذي لا يحده مدى….. وأعتقد أن في تلك الفتنرة كانت تتشكل البذور التي في العمق لتزهر مع الوقت سنابل حرف؛ فالكتابة ليست حدثا مفاجئا أو عابرا إنما هى أصل ضارب في عمق الروح والعقل…. تنمو بالوقت والتجربة طالما أن مَلَكة الكتابة موجودة؛ لا أتذكر بالطبع أول قصيدة كتبتها… لكن أتذكر جدا أول قصيدة رسخت داخلي (إنني رهن للأبجدية ورهينة للحرف).

***

س: هل استردت القصيدة الآن ذاتها وخاصة القصيدة النسائية؟

ج: الكاتب نتاج أحداث متلاطمة ومشاعر متفارقة لا فرق هنا بين رجل وامرأة ستظل القصيدة في محاولة دائمة لإثبات ذاتها؛ معولها في هذا الصدق والعمق متى توفّرا فقد أرست القصيدة أوتادها لدى المتلقي. ولا شك أن القصيدة النسائية حصيلة مشاعر ومحصلة نبض فياض  وانفعالات وتأثر.. هذه التركيبة هى التي تفرز أشكالا مختلفة وأنماطا شتى، وهذا التفاوت النبضي يخلق أفقا خاصا وثراء يعيه القارىء.

***

س: برأيك كشاعرة,, هلالقصيدة تسير في طريق الإبداع ؟

ج: متى توافرت الروح في القصيدة فهى تسير في طريق الإبداع,, الروح هى الأصل في الكلمات… إذا افتقرت إليها كانت القصيدة صماء شوهاء بلا معنى ولا إبداع.. فما يمر علينا من تفاهات يتم التصفيق لها والإشادة بها أمر يحرق الدم والأعصاب.. هناك نصوص بلغت من السطحية والتفاهة حدّ الذهول لما تراه من تعليقات تمدح وتثني كأنها الإلياذة، هذا خلل في الوعي العام والإدراك،،، وهو قدح صريح في الفكر الحقيقي حين نتغافل عنه ونشجع الحرف الرث.

***

س: ماذا عن إصدارك (حدثني قلبي)؟

ج: الكتابة هى انسياب النبض حين نكون أسرى لشلالات الإحساس التي تغرقنا وتفيض علينا حدّ أننا لا نحتملها داخلنا فنتدفق شعرا أو نثرا أو حرفا بشكل عام، كتاباتي هى رصد وتدوين لمشاعر المرأة في كل حالاتها ومزاجيتها وانفعالاتها بكل ما يمر بها ويؤثر فيها، وفي قراراتها وردات فعلها، هى كيان أنثوي يواجه جهات شتى ويخوض معارك بعضها إجباري وبعضها اختياري، والقليل منها وهمي نتاج مخاوف كثيرة وتراكمات عمرية متباينة

***

 س: عملك كمحاسبة وانشغالك بين الأرقام هل يبعدك بين الحين والآخر عن الكتابة؟

ج: مهنة المحاسبة مادة جافة وقاسية، ولم أحبها أبدا ولم أعمل كمحاسبة، وعملت بالصحافة لفترة كانت أحب الفترات لقلبي، ثم عملت مدرسة لمدة قصيرة، ثم تركت كل ذلك وتفرغت لأسرتي، وهذا السبب هو ما جعلني أبتعد عن الكتابة سنوات طويلة….عدت بعدها كشلال دافق.

***

 س: هل هناك طقوس معينة للكتابة؟

ج: الهدوء، والاستغراق في حالة (ما) سواء كانت شخصية أو عامة، وعادة الليل هو موعدي مع الحرف.

***

هل تتوافق أشكال النصوص الشعرية الجديدة مع واقعنا اليوم؟

ج: نعم. فالتطور الذي واكب كل شىء لا شك أنه امتد إلى أسلوب الكتابة أيضا

***

س: تظل قوة الثقافة أقوى بكثير من ثقافة القوة؟ فما رأيك بذلك؟

ج: بالتأكيد قوة الثقافة أقوى من ثقافة القوة؛ ولا أحد يختلف على هذ الثقافة؛ إنها تخلق أفاقا شتى في كل المجالات وتشكل الفكر وتعمق وتكثف المعاني حين تنثال حروفا.. ومهم جدا أن يُلم الإنسان بشكل عام وخاصة الكاتب بمناحٍ كثيرة ويقرأ الكثير والكثير جدا حتى يتشكل  أفقه الخاص ومداده الذي يعبر عن ذاته بأسلوب يجذب القارىء.

***

 س: من خلال إصدارك (امرأة بلون الحلم) يعني بأن هناك أحلاما شخصية لحضرتك كانت سببا في كتاباتك؟

ج: بالتأكيد هناك أحلام كثيرة مازالت طي الروح لم تتحقق بعد، ولعل أقربها هو مالم يتحقق.. نحن أسرى أحلام مخبوءة في عمقنا لا يعلمها سوانا.. وهى المحرك الأهم لاستمرارنا ولولاها لانطفأنا ومات شغفنا بكل شيء.. بالفعل لو بطلنا نحلم نموت

***

س: كلمة نختم بها مسك الحوار

ج: هى كلمة أوقن بها وألتزمها أنا قبلما أقولها : (القلم لسان الضمير)؛ فليس معنى أننا نكتب أن نطلق العنان ونتجاوز المقدسات والمباديء والقيم.. هناك كتابات أخجل أن أقرأها أو حتى أراها.. هناك من أساء وتجاوز كل التابوهات… ديني، أخلاقي. فكل ما تربينا عليه ورسخ فينا كثوابت لا تهتز.. للأسف هناك من يقدح فيها ويحاول نسفها مدعيا أنه إبداع.. لا كتبنا ولا كنا حين نسيء للمقدسات والثوابت.. ونسمي ما يخالف ديننا وخلقنا إبداعا.

في النهاية أشكرك جدا لدعوتك الراقية لهذا الحوار.. لك كل التقدير والمودة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى