نخزة في الخاصرة

‏خالد جمعة | فلسطين

مررتَ من أمامي، تقطرُ سنواتُكَ من قدميك

صفعتُك أنا أيضاً، ركلتُكَ، وسحبتُك من أذنك

رفعت يدك لتحمي رأسك، فنخزتك في خاصرتك

كيف يسمح أبوك أن تخرج هكذا؟

بيدين ضامرتين وعيونٍ باردة

وجسدٍ هزيلٍ إلى حدّ الخيال

لم تبكِ، ولم تقل إنك بلا أبٍ ولا أمٍ ولا أقارب

وبعد يومين، وربما أقل

شاركتُ في جنازتك الفقيرة

وقلت للأشخاص الخمسة الواقفين على قبرك

ـ منهم الشيخُ وحفار القبور وثلاثة آخرون ـ

كيف يجرؤ على الموت دون إذني؟

وركلتُ النعش الذي حملك

ثم عدت إلى بيتي طافحاً بالانتصار

لأكتب عنك مرثاةً صغيرة

لكنها امتدت معي لأكثر من خمسة أسطر

فشلتُ في جعلها خمسة تماماً

على قدر سنوات عمركَ

فمزقتُ الورقة التي حملت اسمكَ

وقبل أن أنام، وضعتُ قائمةً لألوم أصحابها غداً

المجتمع مثلاً، الأطباء الشرعيين، السلطة الوطنية

وهذا التقرير التافه الذي حدد سبب موتك

“نخزة في الخاصرة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى