ستقابلُ أناساً كُثُرَاً

زكريا الشيخ أحمد | شاعر سوري مقيم في ألمانيا

هكذا هي

إما أنْ تتقبلَ ما حدثَ و يحدثُ كما هو

أو أنْ تبحثَ عنِ طريقةٍ للإنتحار

تكونُ خفيفةَ الألمِ .

 

ستقابلُ أناساً كُثُرَاً .

ستقابلُ أناساً قلوبُهم من طين

و أناساً قلوبُهم من أشواك .

ستقابلُ أناساً قلوبُهم من حجر

و أناساً قلوبُهم من حديد .

ستقابلُ أناساً بلا قلوب ؛

هؤلاءِ ستقابلُ الكثيرَ منهم .

ستقابل أناسا قلوبهم من لحم و دم ؛

هؤلاءِ ستقابلُ القليلَ منهم .

 

ستتعرضُ لسلسلةٍ طويلةٍ من الهزائمِ الكبيرةِ ؛

ستجعلُك تتقبلُ الهزائمَ الصغيرةَ

برحابةِ صدرٍ و بفرحةٍ كبيرةٍ

و ربما تعتبرُها نصراً .

بمرورِ الوقتِ سينتهي بكَ الأمرُ

لتقبلِ الهزائمِ الكبرى

لأنَّك ستغدو عاجزاً تماماً عن التمييزِ بين أنواعِ الهزائمِ .

 

ستجفُّ الكثيرُ منَ الآبارِ و تُردَمُ ؛

لنْ يكونَ بإستطاعتِكَ منعَ ذلك ،  

إلا أنَّ هناكَ بئرٌ واحدةٌ فقط

لنْ تجفَّ و تُردَمَ

طالما أنَّكَ لم تسمحْ بذلك .

لا أحدَ غيرُكَ أصلاً قادرٌ على ردمِها .

تلكَ البئرُ موجودةٌ بداخلِكَ ؛

اِحْفِرْ تلك البئرَ ؛

اِحْفِرْها دونَ مللٍ أو كللٍ .

 

هكذا هي

إما أنْ تتقبلَ ما حدثَ و يحدثُ كما هو

أو أنْ تبحثَ عنِ طريقةٍ للإنتحار

تكونُ خفيفةَ الألمِ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى