أكرموا موتاكم: حقيقة الخوف من جثث موتى كورونا

فيصل رضوان| أستاذ وباحث التكنولوجيا الحيوية والسموم البحرية. الولايات المتحدة الأمريكية

ليس من الدين والإيمان الصحيح أو حتى الفطرة الإنسانية الحسنة أن نترك للجهل والخرافة مكانًا بيننا، ونحن فى زمن قد توافرت فيه مصادر العلم والمعرفة. فالدول القوية لا يبنى دعائمها المال، بالقدر الذى تبنيه المعرفة والأخلاق الحميدة والتدين السليم. لكن فى ظل الشدائد والمحن وربما الهلع والخوف، قد يجانبنا الصواب، ولكن لا ينبغى ان نفقد عقولنا تماما وان نقابل الخير بالجحود والإحسان بالإساءة.

نعرض اليوم اجابات المتخصصين هنا لسؤال مهم للغاية يخص احبابنا ممن يتساقطون مرضى أو اموات،  بلا ذنب ارتكبوه سوى ضحايا لوباء يعم العالم شرقا وغربا:

هل يمكن أن يصبح المتوفى بسبب الكورونا المستجدة خطراً يفر منه الخلق؟ وهل دفنه خطراً على المكان؟

أرسل قارئ صحيفة ميامي هيرالد مؤخرًا رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الصحفي بها ليسأله: “أنا أتساءل فقط إذا كانت بيوت الجنازات الآن تتخذ إجراءات استثنائية عند التعامل مع جثث ضحايا فيروس كورونا؟؟. وهل الجثة تتساقط منها الفيروسات بشكل كبير ومخيف وهى خطرا إضافي يجب تجنبه؟ “.

وكانت الإجابة وفقًا لخبراء من مركز السيطرة على الأمراض CDC ، “لا يوجد حاليًا خطر معروف يرتبط بالتواجد في نفس الغرفة في جنازة متوفى أو تجهيز جثة شخص مات بسبب COVID-19.”

“خلافا للاعتقاد السائد، فإنه لا يوجد دليل على أن الجثث تشكل خطر الإصابة بأمراض وبائية محلية epidemic outbreaks  بعد وقوع كوارث طبيعية. حيث لا تبقى معظم المكروبات نشطة لفترة طويلة في جسم الإنسان بعد الموت والدفن”، ذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

ومع ذلك ، قال مسؤول الرابطة الوطنية الأمريكية  لمديري الجنازات (فان أورسديل) : “بالنسبة لأموات الفيروس التاجي ، فنحن نتجاوز احتياطاتنا العالمية القياسية ونستخدم معدات واقية إضافية”.

لكن يبقى الخطر الأكبر ناتج عن تجمع الأحياء معًا في غرفة واحدة أو مكان لحضور المراسم.

بينما يوصى الآن المبدأ التوجيهي للرابطة انه: “لا يزال من الممكن إقامة الجنازات تحت الحد الأقصى المسموح به وهو 50 شخصًا ، ولكن نقترح حضورًا محدودًا للمقربين من أسرة المتوفى، ويتم البث المباشر للمراسم لأولئك الذين لا يستطيعون الحضور”.

والآن، وقد اقتراح البيت الأبيض بأن الحضور يكون 10 أشخاص فقط، كما هو الحال مع أقصى حد للتجمعات الأخرى ، فإن الرابطة تحث أولئك المرضى أو المعرضين للخطر أكثر- كالبالغين من العمر 60 عامًا أو أكبر أو الأكثر عرضة للخطر المناعي – البقاء في منازلهم.

وتضيف جمعية مديري الجنازات أن التباعد الاجتماعي وغسل اليدين وتغطية السعال والعطس يجب أن تكون جزءًا هاما من روتينك اليومي.

وقد انتقدت منظمة الصحة العالمية بشدة شائعة تقول بوجوب حرق الجثث التي ماتت بسبب مرض معدي، وذكرت أن حرق الجثث مسألة اختيار ثقافي وديني  وموارد متاحة. وأضافت: “حتى الآن ، لا يوجد دليل على إصابة أشخاص بالعدوى من التعرض لجثث الأشخاص الذين ماتوا بسبب COVID -19”.

وقد أوصت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة و CDC ببروتوكولات أمان محدده فقط إذا تم التعامل مع الجثة أثناء التشريح ، حيث إمكانية العدوى قائمة.

وشددت منظمة الصحة العالمية على “احترام كرامة الموتى وتقاليدهم الثقافية والدينية وعائلاتهم طوال الوقت” ، مشيرةً إلى التخلص السريع والكريم من رفات ضحايا الوباء.

للإطلاع على تفاصيل المعلومات الوقائية والإجرائية للتعامل مع موتى COVID 19 ،  أرجو الاستعانة بالمراجع المرفقة بالمقال لمنظمة الصحة العالمية WHO ومركز السيطرة على الأمراض الأمريكي CDC.

المراجع:

WHO, Risks posed by dead bodies after disasters https://bit.ly/2Kbf3oh

CDC, Interim Guidance for Coronavirus Disease 2019 (COVID-19) https://bit.ly/2RyAovL

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى