صفعة ( قصة قصيرة )

رضى كنزاوي | المغرب

خرجت لتوي من أجمل علاقة يمكن لشاب في الثلاثين أن يحظى بها , و هنا عندما أقول أجمل علاقة, لا بد أن ينفرد المعنى بالشق المادي المتعلق بجمال  المرأة التي اندلقت من بين أناملي كالماء, لا من جمال الآصرة الروحية المترجمة سلوكيا بين شريكين . ختامه مسك, هكذا انتهينا, بصفعة أهدتني إياها بكل لباقة على الخد الذي لم أذكر إن كان يمينا أم شمالا, المهم صفعة ,صفعة مؤلمة , كان من النقيض أن تخلف من قبل تلك اليد الصغيرة كقدم قطة. دست ثيابها في حقيبة سفرها التي لم تطاوعها في الانسداد نظرا لكومة الثياب المتراكمة بعشوائية لم تراعي حيز الماسحة , لذلك اكتفت بنصف إغلاقة ،بدت ثيابها الداخلية المتدلية من فم الحقيبة كأحشاء بطن مبقورة, حملت حذاءها باليد التي أسلمت من ثقل الحقيبة ومضت حافية إلى الباب , بينما كنت أبصر السوتيان المتدلي بحسرة وأتمنى أن يكون العنصر الوحيد على هذه الأرض الذي يمكنه ضم تينك النهدين بعدي, رغم  يقيني ان ذلك من سابع المستحيلات, أمسكت مقبض الباب واستطعت الشعور بانصهار الحديد بين أجمل يدين اقترفتا من طين, فتلته, و طوعا تواطأ الباب منفرجا ليلفظها بعيدا عن ناظري , لبثت هناك حيزا من الزمن , انتظار المحكوم بالإعدام أن ينبس عفوه من شفاه الصنم , كانت الأرضية كسيحة بأوراق الجرائد لكنها مبعثرة بنسق لا ينم عن فوضوية وبعض كتب علم النفس , كذلك قنينة نائمة يسيح الرضاب من فمها جوعا لإخضاع سكير ما لبلوغ ذروة الثمالة روحي تحاول التسرب من مسام جسدي والساعة على الحائط لم تكن تشير إلى شيء, فالشيء الوحيد الذي كان يربطني كمعلم بالخارج انصرف توا مخلفا فراغا بحجم قارة من الشوك, لا بأس قلت , استطيع العودة تدريجيا إلى سابق عهدي هذا ما بدر لذهني فور لمحي آلتي الكاتبة على طاولة الطعام , كانت هناك بضع أبيات لقصيدة لم أتممها , لكنها كانت هناك في القصيدة وعلى الطاولة والجدران و زقزقة العصافير خارجا ومواء القط و صافرة الإسعاف ،كانت بصماتها في أي جريمة اقترفتها و سأقترفها في ما بعد ،كانت في الشمعة والكتاب المقدس وفاتورة الماء والكهرباء وفيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى