متواليات هندي الأباتشي

فتحي مهذب | تونس

أطلقت بلبلا من قفص حنجرتي.

شكرني تمثال يحرس بيتي

من هواجس يولسيس..

(كان ضيفي منذ سقوط أوديب

في هاوية الطابو)..

***

 

أغزو قرى ومدائن

وعلى كتفي ببغاء

تطارد الكلمات بشراهة..

أبصر ثيرانا مجنحة تتحاور..

نشأت في شقق نظيفة..

تبتلع ضبابا طازجا

ثم تدخل بوابة صدري..

أبصر قسا يستقبل غرقى

في بهو كنيسة..

يصعدون تلة ماضيهم

ويتلاشون.

***

 

لن أزور تمثال غوتاما بوذا

لأني مفلس ومفتش عني..

تلاحقني تماثيل مسنة..

ونساك عميان وأجهزة الأنتروبول..

لأني قتلت بوذيا في قارب صيد..

اختلست ذكرياته المملحة..

وكيس أرز .

***

 

أنا وحصاني وكلبي

هربنا من آخر صفحة

في رواية

الى غابة مجاورة..

ثمة استقبلنا هنود الأباتشي

بقذائف الآربجي..

***

 

وليمة قصائد

في جحر ترتاده جوقة من الأضداد.

أيل حصد ذكريات صديقته بمنجل.

نسور محنطة دائمة البكاء..

تمثال فر من فضيحة..

جحر أثثته لي سحليات

وزينه غراب بضحكته المريبة.

***

 

سعيد بصداقة شجر الهندباء..

أنا قارئ جيد لأسرار الهاوية..

أنام مع ذئبة على سرير ضحوك..

بينما غيمة تفر مذعورة من مجزرة

في حانة يرتادها صيارفة من التنك..وباعة شواهد القبور .

***

 

دائم النسيان

أبتلع شجرة آخر الزقاق..

يرشقني سرب متناقضاتي بفواكه جافة..

يحوم غراب فوق رأسي

بحثا عن شقة أنيقة

مؤثثة بحرير ذكريات حلوة..

آلات موسيقية لتهدئة الأشباح..

امرأة لشن مظاهرة في مرتفعات النوم..

دائم النسيان..

مخيلتي في المستشفى..

يطاردها ممرضون بالعصي..

والهراوات..

وحين يشتد زئير الأضداد

تختفي في مغارة .

***

 

لم أره الا وأنا سكران

هذا الهواء الذي تحول الى كنغر..

يضرب الباب بحوافره..

يقفز من تلة كتفي الى مخيلتي

يختلس قصائد نيئة..

كنت سأطبخها على نار هادئة..

هاهو يسقط مثل تفاحة نيوتن

من أعلى الرأس ..

مكركرا عظامه الهلامية..

باتجاه شباك جارتي الأرملة

طارقا بابها مودعا قصائدي

بين ظهرانيها ..

طعاما لرهائن لم يولدوا بعد..

***

 

أعذروني

أنا في تابوت

في مقبرة مهجورة..

أهاتف طفولتي التي قتلوها

في قطار نائم يتنفس بصعوبة..

ان شئتم

اتصلوا بي من خلال موميائي الحنونة .

***

 

حياني ميت

من شباك المشرحة..

كان يحاضر في رواق الأبدية..

أنا بانتظار زوجتي آخر الأرض..

لتسلمني مفاتيح الخميلة..

تشيعني دموع الموتى..

الى كهفي القديم .

***

 

مثل نيزك

ابتسم لي حظي الأعمى..

اختلست مصباح علاء الدين

من طائرة صغيرة

تنام في مخيلة قس..

صرت مربي خيول في شقق ضحوكة..

رائدا جيدا لفضاء اللازورد..

صديقا صميما لخيميائيين ومهربين..

ونجوم متهتكة

تخبئ نقودها في حديقتي..

لا أدفع الضرائب للأشباح..

لا أمشي وراء جنازة الأضداد..

يحترمني ناس كثر..

جبلوا من قش الحداثة..

تنحني لي ذئاب المستنقعات..

ويلمع حذائي كبير الدببة

يحملني أسخيليوس على ظهره

(في زقاق ضيق)

***

 

أنا ميت منذ قرون

يحرسني جنود أفارقة..

ويزورني قس مرة في الأسبوع..

يهديني ملابس نظيفة في عيد الشكر..

لا أخرج الا نادرا الى مقهى أو حانة

أروض متناقضاتي في دار الأوبرا..

وأغني لهاديس في مظاهرة..

أو في رحلة صيد مروعة

داخل غابة الذكريات ..

أنا متورط في جريمة نسيان..

سأقتل اوزة بيضاء يوم القيامة..

وأبيع قوارير عطر فاخرة للملائكة.

سأبحث عن باخرة ضريرة

فرت على ظهر حصان من محرقة

هتلر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى