قراءة تحليلية لنص الشاعر باسم العراقي.. انثيال بلا ذهان

مرشدة جاويش | سوريا

قراءة تحليلية سريعة في الحركة الفنية للهندسة الدادئية المجددة وممازجتها الممتدة لنص فيما بعد الميتا حداثة للدكتور باسم عبد الكريم العراقي (انثيال بلا ذهان)

أولا النص : (انثيال بلا ذهان)

مك
توب على جناح بردية نجت من طوفان قادم :
مسلَّةُ الظلال العذراء ..تصدح بأسرار اغنية دلمونية رست على جفن حلم

شراع هارب بضحكات عشتار قبل سبيها

……..حين فاء إليه… ، من حالكِ منفاه عنه …. ، ظمآناً لحضن يضوّعُ .. أغاريدَ ضياء ..

…نقَشَ على سعفاته …برعشةٍ مسمارية .. قبلةَ الفرات زقزقت …على خدِّ دجلة …

فإذاه ..

…. عاري الاسم .. حافي القسمات ..لاتردد وجوههم صداه … سرقوه من ذاكرة المكان …

نزعوا عناوين ضحكاته .. عن جدران اوروك …. بات …. يتسوُّل في مزادات السماء

…قطميرَ رجاء … يسترعورة صداه .. على وجوه …بلابلَ

ماعادت تغزل اغاني الربيع

… بل تبيعها في السوق السوداء …..،

…هو…….غباااااااااااااااااااار …………………أثرٍ ..لا يمحي

عن جبين الزمن المسروق……..

فالتوبة محرَّمة

في ممالك الخطيئة المقدسة ….

( نص مفتوح )

{{ إنثـ ….

ثانيا – القراءة:
من العنونة يبدأ الشاعر برسم خطوط هندسة النص وذلك لتحريك فكر المتلقي وإحالة المفردة لحيز مجازي لمتسع رؤيوي؛ فهو عودنا على استخدام هذه الدادئية المعمارية بكل نصوصه وهي هندسة مجددة لنصوص ما فوق الميتا
تأخذنا لعوالم الناص التي يحيي من خلالها أطواره الشتى التي يخالطها مع ميثيولوجيا الزمنية وفق الإستحضار.. المعني لديه ليؤرخ تأسيسية عالية الوفاء للإيحاء والمفردة التي يدونها من خافق حسه ومن تاريخ يتجدد بذاكراتية النص ليبلور شتى الصور من هنا نجد الزمكانية عنده تعني ما شرش في سويداء الكيان تحيط بها ماضوية سلاف الوركاء (أوروك) وهي درة مدائن سومر وبابل فالزمكانية التي قطّعها الناص كانت إحتوائية كلية للفت نظر القارئ للإمتدادت التي يحاكيها ويطرحها بتصاعدية درامية مزمنة بالإيضاح بحراك الأفعال بين الماضوية (رست – نقش) ابتدأها؛ ومن ثم انتقل للحاضرية أكثر وذلك ليؤكد الإمتداد أي الإعتماد على الحراكية الفعلية ليلخص ماتم ويرسخ بنائية الجملة في النص بواسطة ال/حين/ (حين فاء إليه) من ثم ليتابع الخطابية التي اعتمدها بالنص من خلال السردية الشعرية.
إن الاهتمام بحركية الفعل يمكن أن يفسر بنائية الجمل في النص فالمعرفة بواسطة أي (حين) التي وظفت لتكون السبب في المعرفة فيما خلف مابدأ به الناص بداية ثم المتابعة ب/:(نقش) ليؤكد التعرفة بتنوع التاريخية التي تسلسلت بالنص والتي تعني بداية الغاية ثم بنية فعل ( نزعوا) الذي نعتبره إخباري إن صح الأمر ولنمييز بعدها حرف الجواب والإضراب (بل)هنا أيضاً للإشارة وتوكيد الفكرة بجملة (هو غبارأثر) حيث هي تدعيم ل/ (بل) وشرح عمق الخطيئة فكلية بنية النص ومعماريته توضح العلاقة الوطيدة بين بنية النص العميقة والخطاب النصي حاضنة لتاريخ هذه الشعوب التي امتلكت الحضارة في توافق تام مع هذا الغصن الذي يملك تاريخ لغرس حضوره لتحملنا تلك الأنا التي تنثال على أثر ما ضمخه جريان دجلى والفرات في حضور يحيطه التوافق التام ما بين الرؤية العقلية والواقع الحياتي في تمازج لايحمل إلا اليقين في التفكير الممنهج المنطقي الذي لا يشوبه شائبة من خلال بداية النص التي تحمل بنيوية خاصة تبدأ من خاتمة النص (انثـ ………..) وتنتهي في بدايته بترقيم زمني معاكس لميقاتية النص فهو عد تصاعدي من أسفل لأعلى في (…….ـيال بلا ذهان) …. والتي تعني عندما تجتمع تلك البنيوية (انثيال بلا ذهان) ليضع حالة التأمل في وضعية اليقين الذي لا يشوبه أي تباعد عن المنطق؛ فنحن أمام نبوءة تحمل شغاف الحلم على جناح الأمل (بردية ….. نجت من طوفان….. قادم) في تناصات تاريخية تجمع ديار أخرى امتلكت الحضارة فهي وبلاد الرافدين صنوان لها (مسلة الظلال العذراء) في تركيب بنيوي حاذق يحمل التاريخ المدون دون كشف (عذراء) ومعنى كياني حياتي لتلك المسلات التي تعكس ضوء الشمس عبر قمتها الهرمية فتحيط الظلال بفعل سقوط الضوء على ما توارى خلف مرايا الذات كشبكة حماية لا تشي سوى بالظاهر وتترك ما خفى مدثر بانعكاسات همهمات الجسد في شخوص ظلالها عبر محطات الحياة الخاصة التي تحيط بها عمومية الظرف الذي مازال في جنح الحلم بعد لم يبعث وكأنه هذا السفين الهارب بأصداء ضحكات (رمزية لتاريخ مبهج) عشتار في تناص أسطوري يسقط على ما لعشتار من سطوة وأيضاً خيرية وجودها الأسطوري في وضع يحمل ماكان من نماء وحرية وما عاث بالديار من فرح وخراب في رمزية ( سبيها ) التي تترك في النفوس إثر تلك المعاناة التي يعانيها ساكني الحاضر من مريدين هذه الزمانية الأسطورية العشتارية ثم تلك الرمزية بالثورة ( فاء إليه ….. من حالك منفاه ) تحمل هذا البعث الجديد الذي غابت عنه نكهة الاستمرار فهو وليد لا يحمل سوى الماضي في حضرة ذوات فاقدة للذاكرة في خفوت لقسمات وتفاصيل الوجوه والمشاهد ضياع تام فهُم بلا عنوان وتلك أصعب محطات الحياة في رمزية لثورة يتيمة المأوى فاقدة لعناوين الأمل القادم وذلك تبين من الجملة التي استباحت الوجدان باستباقية الناص عن ماضوية الزمن باستهلاله (مكتوب على جناح بردية نجت من طوفان قادم ) فهي تصدح بأسرار أغنية دلمونية رست على جفن حلم هنا توقعات الناص ورؤيته كانت هي الجواب عن فقد الأمل والنجاة من طوفان قادم فمازالت تغفو على لحن الحلم أي تلك المدائن.
المبدع هنا أراد إبراز هوية الحضارات التي بات حلم اعادتها محمولاً بالأمل المرقع، ووضع الدفق بالكامل في هذا المشهد المصور الذي يجعل الرجاء في الغد محض تسول البرهنة على الاحتياج مع وجود عوائق تحيط بهذه الرغبة في وضع السماء في تصوير يحمل هيئة مزاد علني الأمال لا يمكن أن تأخذ سوى بالعمل فمن يمتطي جياد التحرك عبر الأمداء ويقارع اللحظة ويستطيع التغيير هو من سينال المكافأة ويحصد الغد في تصوير يعني هذا الصراع الذي يجابه تلك الرغبة فالأحلام مازالت في قفصها تحتاج لمن يفك أثر بلابلاها ويفتديها من سوق النخاسة (السوق السوداء) في إسقاط على هذا القدح الذي يحيط بكيان الواقع وتلك السوداوية التي تعتمر الموقف بفعل صناع النعوش وأكلة الأجساد وناهبي الوطن من أصحاب السلطان والأجندات الخارجية والخاصة كلها في معية واحدة لا تقبل معها المهادنة أو التسويف؛ فالرجاء دون العمل يصبح مهيض كالقطمير في تصوير لتغيير ماهية المعنوي لرقاقة لا تغني كالقطمير في إسقاط على خروج الأمر من حيز الحلم إلى حيز التنفيذ حتى لا تنقطع بنا الأسباب ونصبح عراة على المحك لا شأن لنا سوى جعجعة صوتية (الصدى) لا تتمخض سوى عن جرذان لا تخيف الذئب
نص بارع البنية بتصويرية خدمتها تمقطعات النص للإفادة والدلالة اكثر من قبل المتلقي الحصيف ليرى ماورائية الزمن المغلف بالفناءات ويختصر الأبجدية في علامات ترقيم تحيط بمضمون الرؤية من خلف المرايا وتتيح هذا الخيال الذي يعرب في صفاء بين شرايين الأفئدة اللبيبة التي تعي ما تشكله تلك الإشارات المتقطعة كإشارات المورس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى