غداً رمضان

شادية الشافعي | السعودية

بين ترقبٍ و تأمل

ذهولٌ يعتصم في الذكريات

يجبرنا على تدبر مواقفٍ و شخوص مارسناها و مارستنا

مستشعرين كل فرحة و كل خيبة

ممتهنين روحاً متخبطة

في رحابها يتسع الغفران..

غدا رمضان٠٠

كم أجدنا الانبطاح للدنيا

و كم توقعنا على ذاتٍ شحيحة

متفاعلين مع الأنا

منحازين لها

متكئين  على حسن الظن

متناقضين مع إن الله يحب المحسنين…

قريبٌ نأى.. صديقٌ عتى

غريبٌ دنا… عزيزٌ جثا..

سقطت أقنعة و جف اهتمام

لم يؤلمني غدر صديق

و لكن أوجعني من مد لي يد العون

و كنت أحسبه عدواً..

غداً رمضان..

و عامٌ مضى..

بفصوله و اتجاهاته و مواجده

سراب ٌ تلو سراب

تلد احداث وتموت اخرى

تضخنا الشمطاء أبابيل نهم

في لججها تائهين

مرتدين أغلالاً من ذواتنا

نُشرق بكبد

نغربُ بندم

و نحن رهط غفلة

كثيرون في الخطيئة

قليلون في التدبر

على إيقاع التسويف نمضي

نراقص المشيئة ، نعاند سمواً حصاده لنا

من أسمال الفرقة تكفلت بنا الفواجع

منوالٌ رهيب يثقل كاهل الطمأنينة

يكدسنا في موبقات الأنا..

هزائمٌ شرسةً

كل ضربة جعلتني أقوى

ولا طعنة أشد فتكاً

مِن مَنْ سكن الفؤاد ..

حين فقدت ثقتي

ووجدت الكون ضدي

حين تشتد العتمة ..

عرفت أن الفضيلة

أن أظل نزيهاً مع نفسي

غداً رمضان٠٠

أجمل الانتصارات تأتي حينها

و النجوم الخالدة تتألق

ألا أضع حدودا لطموحي..

شكرا لكل من ظل معي

رغم التخبطات

ومزاجيتي المستبدة تثبط تواتري في أحلامه

شكرا لمن مكثت بقلبه كما أحب

لم يتزحزح في غيابي قبل حضوري

شكرا لكل من خصني بدعوة ٍ في الخفاء

شكرا لأرواح معطاءة

لا تعرف إلا الود و الطمأنينة

تغفر الزلة و تتغافل عن الخطأ..

و كل حزب ٍ بما لديهم فرحون ..

غداً رمضان

 بين رحمة وغفران

همةٌ نحو الجنان

 

غداً رمضان٠٠

بين سندان كورونا و مطرقة الحظر..

 تتعافى أشواقي و تسافر روحي لأمي وأبي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى