التقنيات الحديثة ودورها في الانتقال بالمجتمعات إلى النهضة

د. عبد الكريم محمد الروضي
4 رمضان 1441هـ

احتلت التقنيات الحديثة اليوم في العالم الدرجة الأولى من الأهمية في التعلم والأخذ بنسبة كبيرة من اهتمام المفكرين والمستثمرين وأصحاب النهضات في العالم ولذا برزت في السنوات الأخيرة الأهمية للتعلم وزيادة المعرفة في التكنولوجيا وربطها بالحياة اليومية سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المؤسسي ولذا نشهد اليوم على مستوى الدول التي تهتم بشعوبها وتطوير نفسها والوصول إلى مستويات أعلى من النهضة نزوعاً كبيراً من أبناء الجيل إلى تعلم هذه التقنيات الحديثة ومحاولة ربطها بالحياة والاستفادة منها في شتى المجالات التي يعملون فيها وعلى كل المسوتيات التي يحتلونها لدرجة أننا نرى في بعض الدول ربط هذه التكنولجيا بأمور حياتية بسيطة في أمور البيت أو الزراعة أو اللعب وكذا في الأمور الفكرية كالتعليم والتربية والمتابعة وغيرها .
إن ثورة الملعومات والتكنولجيا أصبجت ضرورة على مستوى العالم وأي دولة أو شعب لا يواكب هذا التطور سيفقد الكثير من المعرفة والأنشطة والأعمال وقد نجحت الدول العظمى في تحويل القدرة الاقتصادية من الاعتماد على الميزة النسبية للانتاج التجاري إلى الميزة النسبية للانتاج التكنولوجي واستطاعت ان توجد العديد من التخصصات العلمية والعملية في جوانب التكنولوجيا وأصبحت الصناعات التكنولوجية هي أسرع الصناعات نمواً على مستوى العالم، إن من يتأمل في تلك الشعوب التي نهضت وانتقلت بمجتمعاتها إلى النهضة وأصبحت يشار إليها بالبنان يلاحظة أن جزء كبير من أسباب ذلك هو التحول إلى عالم التكنوجيا والتقنيات الحديثة والعمل على ايجاد الوسائل والقنيات الحديثة في التعليم والعمل والمشروعات .
وهنا اود التركيز على ربط نهضة تلك الدول بهذا العامل المهم وهو المعرفة العلمية والعملية بجوانب التكولوجيا ومراجعة أنفسنا وجيلنا ودولنا في مدى فهمنا لهذا الجانب سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى المؤسسي الموجود لدينا، إن ثورة المعلومات والتكنولجيا قد انطلقت في العالم أجمع ويجب علينا ان نتفاعل معها شئنا أم أبينا لأن الوسائل التكنولوجية قد وصلت اليوم إلى كل يد داخل مجتمعاتنا والواجب علينا اليوم يتمحور في أمرين مهمين الأول هو الدفع بأبناء هذا الجيل لتعلم هذه المهارات وهذه الوسائل التكنولجية التي أصبح الفرد بواسطتها يستطيع أن يغزوا العالم وهو في البيت ومعرفة الجوانب التي تحتاجها الأمة اليوم وماهي الخطة التكنولجية للأمة والتي يجب علينا أن نوجه أبنائنا وبناتنا إليها للاستفادة والتعليم والبحث في شتى هذه الجوانب والأمر الثاني هو ترشيد وتوضيح كيفية استثمار هذه التكنولجيا لمن لديهم المعرفة في نهضة الأمة واستثمارها الاستثمار الناجح الذي يخدم المجتمع ويخدم الأمة للوصل إلى مستقبل أفضل تنعم به مجتمعاتنا .
ويجب التنبية إلى انه ليس المقصود بالدخول في عالم التكنولجيا والتقنيات الحديثة فقط الحصول وامتلاك هذه الأجهزة لدى الأفراد وأن يصبح لدينا الكثير من أجهزة الكمبيوتر والأجهزة الذكية والتقنيات والأنظمة الحديثة في بيوتنا ومؤسساتنا بل المعنى المقصود هو القيمة المضافة التي تؤثر علينا إيجابياً في حياتنا وأعمالنا وتحسينها وتجويدها والاستثمار الأمثل لها فكم وجدنا من بيوت تعج بالوسائل الحديثة والتقنيات العالية لكن قيمة إنتاجها لا يتعدى قيمة تلك الأجهزة في بيوتهم أو مؤسساتهم .
أخيراً يا جيل النهضة أنتم من يعول عليكم الانتقال بمجتمعاتكم إلى المستوى الأعلى وأنتم نبراس هذا الزمن وعليكم التعلم والتعرف على وسائل العصر الحديث وإتقانها واستخدامها في أعمالكم وحياتكم بالشكل الصحيح الذي يكون نموذجاً للجيل الصاعد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى