في الجوايز كل شيء جايز

ناصر أبو عون

– من قصاصات الجرائد، والأحاديث خلف الكواليس، ومجالس النميمة الأدبية، وحوارات التلميع والفبركة قرأنا عن مكافآت وجوائز أدبية وإبداعية ورياضية حول العالم فاحت منها روائح النفاق والتدليس والمحاباة.. (فلله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ).

– سؤال ساذج : هل يمكن أن يشرح لنا العباقرة الذين يدافعون بكل أسلحة التدجيل والشعوذة الفكرية وتضليل الرأي العام عن مسارات الجوائز والشفافية التي تتصل بها، هل يمكن أن يشرحوا لنا كيف تم منح مثل هذه الجوائز؟!

– من عجائب الزمن العربي أن نسمع عن جوائز تمنحها اللجان لروايات وكُتب ودواوين شعرية مازالت (مخطوطة) لم يجف حبرها ولم تدخل المطبعة ولم تصدر عن أية دار نشر في الدنيا وكأن جمهور القراء خارج حسابات لجنة التحكيم.

– لا تزال أصداء جائزة البوكر العربية، التي فاز بها الروائي السعودي عبده خال، عن روايته (ترمى بشرر)، تثير جدلاً واسعاً، حتى بعد إعلان النتائج، فالصراعات المزمنة التي صاحبت هذه الدورة، وانسحاب إحدى عضوات لجنة التحكيم، اعتراضاً على عمل اللجنة لمحاولتها فرض روايات بعينها أفقدها مصداقيتها.

– أحيانا العيب لا يكون في الجهة المانحة للجائزة ولا الشخص الممنوح بل العيب في لجنة التحكيم التي يتصل أعضاؤها بالمبدعين وتعرض خدماتها بل وتصف بعض المبدعين بأنه عبقري هذا الزمان وأُوتِيَ خِبْرَةَ الإنس والجان.

– في عام 2009 ندد علماء أزهريون بمنح وزارة الثقافة جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية للكاتب المثير للجدل (سيد القمني)، الذي وصف الإسلام بأنه (دين مزور اخترعه الهاشميون من أجل السيطرة السياسية على قريش ومكة) وإنه (بحالته الراهنة، وبما يحمله من قواعد فقهية بل واعتقادية، هو عامل تخلف عظيم، بل إنه القاطرة التي تحملنا إلى الخروج ليس من التاريخ فقط، بل ربما من الوجود ذاته).

– لتشجيع الأدب المنحرف أخلاقيا قام الفرنسيون بتخصيص جائزة تقدمها أكاديمية (الكونكور) الفرنسية لما يسمى (أدب الوقاحة). ففي عام 1412هـ (1992م) قدمت هذه الهيئة جائزتين لكاتبين مغربيين، ويطلق على الجائزة (جائزة أطلس). وهذان الفائزان هما سامي أمالي وبريل سعيد.

– نلاحظ اهتمام غير عادي لدى نقاد الغرب بأدب المغربي محمد شكري، فيما كتبه في رواية (الخبز الحافي)، وما كتبه سلمان رشدي، وتسليمة نسرين، وغيرهما، من الكتابات المسيئة للدين والأخلاق إساءة مباشرة.

– وفي لغة الكتابة وقصيدة النثر نرى نقاد الغرب اهتموا بمن يكتبون أدباً في اللغات الأوروبية، مثل الطاهر بن جلون الذي يصرح بأن (الفرنسية هي التي تعبر عنه وعن إحساسه)، فانهالت عليه الجوائز الأدبية.

– حظي الأديب توفيق الحكيم بتكريم الغرب جزاءً لدوره المعروف في تأييد سياسة التطبيع مع إسرائيل ودعمه للمساعي التي بذلتها مصر في عهد الرئيس السادات في هذا الاتجاه فيما جاء كتابه (عودة الوعي) الذي أصدره خلال هذه الفترة ليمثل هجوما سافرا على سياسة الحرب التي انتهجتها مصر ضد إسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى