معالي المثقف (14)

الشاعر أشرف حشيش / فلسطين

معالي المثقف ( وسلة الأهداف )

تريد أن تكونَ وجيها وقد فقدت ماء الوجه !

تريد أن تكون طبيبا وكنت أنت سبب الداء و البلاء !

تريد أن تكون قائدا وعجزت عن قيادة أسرتك ، وأهل بيتك إلى بر الأمان ، فتقاذفتهم أمواج الظنون ، وأغرقتهم الهزيمة في قيعان الوحشة !

تريد أن تكون أمينا عبر تبرئة الخيانة ، والدفاع عن مفهومها!

تريد أن تكون شاعرا وقد فقدت الإحساس!  تريد أن تكون آمنا ، وأنت مصدر الريبة والقلق والخوف والفتنة التي انتعشت بسموم فكرك وهددت الأمن الأسري في مجتمعك!

تريد أن تكون ليبراليا وحرا ومتحررا ، وأنت ناقم على كل ذي رأي وذي ذقن وذي عقل وذي قلم!

تريد أن تكون متنوعا، ونراك ذا لون واحد ،وعين واحدة ،وجهة واحدة .

لا ترى في مئة اقتحام للمدارس في الولايات المتحدة وصفا إرهابيا ، وترى احتجاجا عربيا واحدا على مصادرة الأرض وبناء المستوطنات احتجاجا مضخما تفوح منه رائحة الكراهية التي تهدد التعايش السلمي حتى المستوطن الذي حرق عائلة الدوابشة أغمضت عينك عنه.

هنيئا لأفكارك ، أبشرك: لم يهدم بيته كما يهدم بيت الشهيد الذي حاول أخذ ثأر أبيه. على العكس أعادت الحكومة المحتلة مكافأته وتأهيله وبناء شقة فاخرة له لأنها تحفظ الأمن وتدعو للسلام على طريقتك.

صدق فيك يا معالي المثقف إبراهيم طوقان حين قال:

كم قلت أمراض البلا=د وأنت من أمراضها

كم بيت قوضَتْ أفكارك أركانه ، وبعثرت حيلتُك أبناءه ، وفصمت غدرتك عرى اللحمة بينهم ،وأحالتهم إلى أعداء ، بعد أن كانوا في أتم عافية ووافر أمن ز

فشتان شتان بين محبة تحققت بقوله ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) هذا القول الذي التأمت به جراح الأمة والتم شملها،، وبين أفكارك التي لم تحفظ أبناء الأسرة الواحدة.

أفقدت الناس لذة صلتهم بتراثهم وإرثهم ، ولذة عبادتهم وسعيهم ، ولذة الحلال بعيشهم ، أفقدك الله راحة بالك وأشغلك بما تستحق .

من كتابي معالي المثقف

أشرف حشيش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى