لماذا أعود إلى هنا؟!

تامر الهلالي | مصر

أسكن الغياب عادة

أرتاح في غرفه المؤقتة الوفيرة

لكنني أظل حاضراً هنا في هذا الكون القاسي العبثي

لأقوم بتمجيد الأشياء التي لا يراها الآخرون بشكل جيد

 

السراب على سبيل المثال

ذلك المخلوق الجميل المر الذي لولاه لما استمررنا في الحلم

أرى أنه ساحر طيب يحتفظ بقدرة مذهلة

على اختطافنا من الواقع القاسي

و الأحلام المحسوبة بدقة التي لا استطيع أن أسميها أحلاماً

المجد كل المجد للسراب الخادع الكاذب الجميل

 

أنا هنا أيضاً لرثاء الكثير من الأشياء

صندوي البريد الذي كان ينبض برسائل حب قبل اختراع الرقم البارد

آخر شعاع نور في صدر الشمعة قبل أن تموت

آخر دفقة لهفة على الشراشف قبل أن يبرد السرير

بعد مفترق طرق

 

علي أيضاً الاحتفاء ببعض الأشياء:

أول أغنية ورقصة بعد إنقاذ قارب هجرة غير شرعية من الغرق بمعرفة قوى غير مرئية

وأول دفقة حب في قلب شاعر فقير يعرف أنه لن ينال حبيبته بسبب تفاهتها ومظهره الرث وضيق الحال

تلك الدفقة التي لم يستطع ألا يفسح الطريق لها

…….

……

……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى