عابر سبيل

مازن دويكات | فلسطين

عندما يدق الشتاءُ بابي، لا يمنحني لحظة تفكير أحدّد من خلالها موقفي من هذه الزيارة المباغتة.

يدخل دون إذن مني، يتجول في أرجاء البيت، يسألني عن أشياءٍ  لا تعنيه، يتدخل في لون ستارة الشرفة، يقول لي: الأخضر يلائمها أكثر،ثم  يمضي إلى حيث لا أدري !

عندما يدقّ الربيع بابي ومجرد أن أفتح  الباب، يدخل يسلّم عليّ بيدٍ مرتعشة، أجلسه الى الأريكة الوحيدة، أطلب له قهوة، يقول لي: سنشربها في الشرفة، يحدّق في الأفق الممتدّ حيث الجبال والمنحدرات والسهول، ثم يقول: الوردٌيُّ يلائم الشرفة أكثر ثم يمضي حيث لا أدري.

عندما يدقُّ الخريف بابي، وحين أفتح له أجده جالساً على  العتبة، كم يخجلني تواضع هذا الشيخ الجليل.

انهض يا سيدي مكانك ليس هنا، ينهض، يتبعني، أراه يحدّق في أرجاء البيت، كإنه يبحث عن شيء ما، يلمح الشرفة يقول لي: يلائمها البنيّ أكثر ثم يمضي إلى حيث لا أدري .

عندما يدقّ الصيف بابي، أذهب لأفتح له، فأراه مستلقيا تحت شجرة في مدخل البيت، أدعوه للدخول، يعتذر لأنه في عجلة من أمره، أسأله إن كنت أستطيع خدمته، يقول لا، ولكن جئت أسألك عن ثلاثة عبروا قبل قليل، فإن عادوا، لا تلتفت إليهم، ثم مضى حيث لا أدري.

،،،،

أيتها الفصول الأربعة

بعد اليوم لا تطرقي بابي

سيحي في الطرقات البعيدة

في السهول في الهضاب والشعابِ

واتركيني كالنهرِ

أغفو في سرير الزوبعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى