الحديقة

 

أديب كمال الدين | شاعر عراقي مقيم في أستراليا

قامَ أبي من شَلَلِه النّصفيّ

ليسقي الوردَ في الحديقة.

تساقطتْ قطعٌ من الذّهبِ والحلوى

وزقزقتْ فوقَ رأسي سبعةُ طيور

بألوان بهيجةٍ جدّاً

وموسيقى بهيجةٍ جدّاً.

فرقصتُ قليلاً

وبدأتُ أجمعُ قطعَ الحلوى

فوجدتُها، وا حسرتاه، فاسدة،

وقطعَ الذّهب

فوجدتُها، وا خيبتاه، مُزيَّفَة.

ونظرتُ إلى أبي فوجدتُه

جُثّةً هامدةً على الأرض.

وكأيّ طفلٍ باغتهُ مشهدُ الموت

بدأتُ أبكي عندَ جُثّته.

بكيتُ طويلاً طويلاً

حتّى تحوّلتُ بعدَ سبعة طيور،

أي بعدَ سبعة دهور،

إلى شيخٍ كبير

يسقي الوردَ في الحديقة،

الحديقة التي لم يكنْ لها وجودٌ أبداً.

 

**********************

www.adeebk.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى