مرثاة الشيخ يحيى الكندي
الشيخ المكرم محمد بن عبد الله الخليلي
(الشيخ العالم يحيى بن أحمد الكندي من أهل نزوى انتقل الى رحمة الله يوم الأحد 20 ربيع الثاني 1442 هـ الموافق 5 / 12 / 2020 م )
العلم باقٍ وإن أهلوه قد رحلوا
يا خير ما احتملوا فيه وما حملوا
///
لله ما اكتسبوا لله ما احتسبوا
لله ما كتبوا لله ما نقلوا
///
لله ما سلكوا لله ما تركوا
لله ما علموا لله ما عملوا
///
هم سادة الناس أعلام بنورهمُ
يسير من جاهدوا للحق أو وصلوا
///
في كل زاوية قامت لهم صُرُح
من الصلاح فكم شادوا وكم بذلوا
///
(نزوى) بهم لم تزل حبلى وما فتئوا
يروونها من نمير منه قد نهلوا
///
حتى استوت واستووا في الأرض قاطبةً
نوراً من النور إن ساروا وإن نزلوا
///
تحيى ويحيى بهم من نورها قبس
وكلما اكتحلوا من نورها اكتملوا
///
فالحق ما قرأوا والحق ما كتبوا
من عهد أحمد ما مالوا ولا نكلوا
///
كأنهم في سماء الله أنجمه
إن غاب نجم بدا نجم فما أفلوا
///
(نزوى) وشمسك بعد الضوء قد كسفت
ولملمت نورها تبغي الأُلى رحلوا
///
(يحيى) بقية أنوار السماء له
من خالص الذكر نفح المسك مُشتَمل
///
زكى فزكّى دروس العلم مجتهداً
ففاح منها أريج ما له مثل
///
يُحيي النفوس ببذر العلم ينثره
درّاً فيحصده نوراً من امتثلوا
///
مضى يعبّد سبل الحق نيرةً
تدعو من افترقت غيّاً به السبل
///
وبات والحبر والقرطاس سامره
يسطّر الفكر والاقلام ترتجل
///
يا (آل كندة) والعلم الشريف لكم
تاج وبالدين تاج العلم يكتمل
///
ما فقد (يحيى) و (إبراهيم) قبلُ سوى
نقص وخسر ورزء ليس يُحتمل
///
والموت حق فلا تشقَ النفوس به
إن الرضا بلسم تبرا به العلل
وفي العزا سلوة للنفس كم غسلت
ببردها وصباً في القلب يعتمل
///
هذا رسولي تعازٍ قد بثثت بها
حزني ووصلي اليكم دونما أصل
///
(أبناء يحيى وإبراهيم) قاطبةً
والأسرة الفضل من بالعلم قد فضلوا
///
فليتسع صدركم للعذر إن قصُرت
خُطاي عن واجب بالعذر يتصل
///
والله ادعوه رضواناً ومغفرة
للعالِميْن شآبيباً فتنهمل
///
في دار خلد مع الأبرار تجمعهم
مع النبيين لا خوف ولا خطل
///
والختم مسك صلاة والسلام على
محمد المصطفى بالنور تشتمل
///
والآل والصحب والاتباع من سلكوا
نهج الرشاد فلا ميْل ولا ملل
…
(بركاء – ليلة الجمعة 26 ربيع الثاني 1442 هـ11 / 12 / 2020 م)
