شهيد
سائد أبو عبيد | فلسطين
أَنا لستُ أوَّلَ شيءٍ تراهُ الطَّبيعةُ
أَو آخرَ المتعبينَ بهذا الفَراغْ
أنا من سلالةِ من يعشقونَ اقتفاءَ الورودِ
ومن يرفعونَ ابتسامتَهم رغمَ هذا العَناءْ
وأَرفعُ حِمْلَ الأَسى في فؤادي
وأُخفي البُكاءَ
وأَسقي العصافيرَ والنَّحلَ ماءْ
أنا مجهدٌ من سَرابٍ قديمٍ يُعاقِرُ وجهي
ومن صمتِها في مرايايَ
لا عطرَ حولي لها
ربما أنتِ مثلي تعيشينَ هذا الشرودَ
تنادينَ باسمي
فيكسرُني في الصَّدى دمعتينِ الغيابُ على شرفةٍ للمَساءْ
عرفتُ مع الوقتِ أَني عنيدٌ
كأي فتىً في بلادي عنيدٌ
ومنتصرٌ رغم هذا الخَواءْ
صعدتُ على دربِها حاملًا أُغنياتي
معي ثائري في ضلوعي
كأيِّ فتىً في بلادي يغني
ولو جاءَهُ الموتُ يبقى يغني، يغني
يشاءُ الحياةَ
وموتًا يشاءْ!
مع الحبِّ أَحيا
بِيَ الحبُّ يحيا
ويحيى فتايَ تصبَّرَ في نشرِهِ في جذوعِ الحياةِ
ليرقى شَهيدًا
فإِنَّ الشَّهيدَ الوحيدَ المُضاءْ
وأَنَّ الشهيدَ ستخجلُ منهُ الطبيعةُ
تحني على جرحِهِ ياسميناتِ حقلٍ
وينشغلُ الضوءُ في حفِّهِ بالضِّياءْ
أَنا لستُ أَوَّلَ شيءٍ تراهُ الطبيعةُ في مشتهاهُ
ولكنَّ قلبي عناقيدُ حبٍ بملءِ السَّماءْ
أَنا آخرُ الثَّائرينَ بوجهِ الطبيعةِ
لم يحتبسْ فيَّ صوتي
بِيَ الشِّعرُ يعلو الفراغَ نسائمَ نجوى
تنادي عليكِ
فلبي النداءْ