كلام في جماليات الاغتصاب
د. خضر محجز | فلسطين
كلكم معجبٌ بما لدى الكافرين، يُضمر في قلبه إعجاباً بما يفعلون ويؤمنون، بطريقةِ مومسٍ تًباهي الناس بفضيلة جارتها.
تقولون: إنهم يرعون الفقراء، ثم لا تًبرِّرون لنا لِمَ لا يرعون أمهاتهم، فينبذونهنَّ في بيوت المسنين، لتنفقَ عليهنَّ الدولةُ. كأنكم تبشرون أبناءكم بما عليهم أن يفعلوا بكم، حين تشيخون مثل كلاب لا صاحب لها.
تقولون: إنّ النساء هناك جميلات، ثم لا يهمكم إن كُنَّ يرتدين سراويل، أو كُنَّ لا يؤمنَّ بفضيلة ارتداء السراويل! كأنكم تبشرون بناتكم بأنكم ترغبون في رؤيتهنَّ دون سراويل.
تفرحون “بحمقهم” إذ يقبلون بكم لاجئين، وينفقون عليكم، وعلى أولادٍ من أصلابكم، متعامين عما يرونه من كسلكم، وكذبكم، وعيشكم عالة من كد أبناء البلاد! وتصرون على نسيان أنّكم منذ صرتم هناك، لم يعد لديكم أولاد. وإن كانوا، فلن يكون أولادهم منكم ولا منهم، وأنها قد تأتي اللحظةُ التي يقودون فيها جيوش بلادهم الجديدة، لغزو ما قيل لهم إنه بلاد أبيهم الذي جاء بهم هنا، ثم سبقهم إلى الجحيم.
فإن أنكرتم، فيمكنكم أن تتذكروا اسم القائد الأمريكي الذي غزا لبنان ذات غزو قتل الناس قتلا ذريعاً “فلان أبي ماضي” الذي كان جده ـ يا للمصادفة ـ “إيليا أبي ماضي” الذي كان لبنانيا ذات يوم.
كلكم تفخرون على أهلكم القدامى، بوفاء أهلكم الجدد؛ ثم لا تفسرون لنا لِمَ تغادر الزوجةُ بيت الزوجية إلى الشارع، إن عجزت عن دفع نصيبها المستحق في أجرة البيت أو نفقته
كلكم فرحٌ بحرية الدجاجة في التنقل بين الديوك، وحرية الكلب في الانتقال من سيد إلى آخر، وحرية البنت في إحضار من يجرب ما بين ساقيها إلى البيت، وحرية الزوجة في خيانة الزوج، وحرية قتل الفقراء من الجنسيات الأخرى.
تباً لكم ولما تعبدون من دون الله، يا مخلوقات تنكر ما كانت عليه، ولا يقبل بها ما ستكون عليه.
لقد أشبهتم مناضلاً قديماً، لم يكفه أن فشل في تحقيق نضاله في نفسه ووطنه، فصار في كل مجلس من مجالس جمعيات أصدقائه الجدد في (G.N.O,s) يعلن توبته من كونه كان يعمل لصالح الاحتلال، يريد بذلك أن يمنح سامعيه العذر في تحولهم إلى جواسيس.
ألا تكف امرأة عن تعيير زوجها العِنِّين بفحولة العشيق؟
لقد هربتم من فقركم فعذرناكم، أفلا تكونون مؤدبين في حضرة الفقراء؟