أوراق الرماد

إبراهيم الهمداني | اليمن

من لا مكان رأى في صوته فرحا
واشتمَّ منه الهوى في روحه شبحا

ترمَّـدَ الوقتُ في كفيـه، بعثره
ولام من(خط سطراً في الهوى ومحا)

وبات يهذي: أيا أشجاني اتَّقـدي
فوجهي الآخر المصلوب قد قُدِحا

تهوي جبالٌ أمام الموج، تُضْعِفُهُ
رمالُه، يا لهذا الوغـد ما فَلَحا؟

تباً لكم أين أوراقُ الرمادِ ومـا
تأود الجمـرُ إلاَّ ريثـما لفـحا

أتأكل “المومسُ العمياءُ” فاتنتي؟
كلا سأُغلق باباً طالمـا انفتحا

زنزانةُ الأمس في روحي، سأقذفها
ما الطهرُ إلاَّ إنـاءٌ ضعفُه طفحا

تعضُّ أجفانُه دمعاً.. فما برحت
تزمُّهُ، في شفاهِ الفجرِ ما برحا

لصفرة الحزن مكياجٌ، لنظرتها
صوتٌ غبيٌ، أكان الليل منشرحا

رغيفُ هذا المدى الورديُ محترقٌ
سيأكل الكفَّ لثـماً، يحتسي مرحا

أشفَّهُ الوجدُ؟ أم أزرى به فـغـدا

(يبكي ويضحكُ لا حزناً ولا فرحا)

مَن الذي من سياطِ الحزنِ ألبَسَهُ
فَكَمْ بنصل الأماني البيض كم جُرحا
     

تراجعي يا مرايا الشعر وانحسري
ويا حروف المنايا لملمي الفـُسحا

“نيرون، جنكيز، هولاكو” قد اندثروا
والليلُ يسجدُ “للمارينز” كل ضحى

غلالةُ الضوءِ تبدو نصفَ عاهرةٍ
لا الطهرُ ينفي. ولا إسرافُها فضحا

وفي ارتعاشـاتِها قلبٌ يُؤَرِقُها
لا نامَ عنها ولا راعى الهوى فصحا

ممردٌ جسمُها، أُنثى.. وضاق بها
ثوبٌ تعـوَّدَ منها الجـوعَ فانتزحا

ولامستْ في سكونٍ كنهَها ومضتْ
تُؤرشِفُ الظِّـلَّ في واحاتها ترحا
            

ما زال يهـذيْ: ينابيعٌ مُؤرِّقَـةٌ وموجةٌ تحتسي ظلماً حمارَ جُحا

عرَّافةُ الجنِ تشكو طيشَ عاشقها
مُذ باع ألوانها الوسنى وما ربحا

نمـا بعينيه مما كانَـهُ قلـقٌ يعيا به البكمُ إذ يستنطقِ الفُصَحا

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى