انْفجارُ لغمٍ على رُتيْلاء

نص: جمال امْحاول
 
شبحٌ في كهفٍ مدلهمّ
ينثرُ بذورَ الألغام سدًى..
يحومُ حول رُتيْلاء جامدة 
في جوفها سغبٌ يتقطعُ ألما ..  
تراقب بعيونها جناحَ ذبابة
وهي تتقلبُ في النسيج الممزق..
تتأهبُ سيرًا على خيطٍ واهنٍ 
عند الوصولِ في ريقها سمٌّ..
تنفجرُ الألغامُ على قوائمها
 تاركةً عيونَها دون جسمٍ..
وطواطٌ معلقٌ من جبينه 
تاركا قدماهُ يموِّه بهما
 كفزَّاعةٍ على شبحِ الليل..
 يقرأُ أحلامَ تلك الرتيلاء
قبل الإنفجارِ في كهفها..
ينعكسُ شعاعُ ضوءٍ خافتٍ
من زاويةٍ يتسلط على الفخ..
يقفزُ من الأعلى مُتشقلبا
متمسكا بسورة الفلق
 يتبرك بها طاردا
 شبح الظلام من عينيه..
طار سارحا في الرياحين
 من نسيم الألغام يستنشقُ
 دخانا من بقايا جُثث الهوَام.. 
يكلم زواحفَ الغبارِ سَاعلا بقوة
عن طيشِ الهبواتِ من زاوية عشه..
لا يصْغَى إليه أحدٌ البتة..
يعود ليأخذ صغاره فاقدا
 زوجته في بركة من سوادٍ صلدٍ..
يجنّح إلى سبيلٍ مجهولِ الهُويّة
يتبع وميضا يسْطع من هباواتٍ
 كانت ترافقه طيلة حياته..
تقودهُ في مسراها الليلي
إلى إحدى زوايا كهف قديمٍ 
من مخلفاتِ العصور الوسطَى.. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى