سوالف حريم.. قلبي على ولدي

حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة – فلسطين
لمن لا يعرف مدى حبّ الوالدين للأبناء، وللأبناء عامّة وللعاقين منهم خاصة، سأروي لكم ما تصرّفته أمّ عجوز وضعها أبنها العاق في مأوى للعجزة، ولا “يتكرّم” بزيارتها، لكنّها تحبّه إلى درجت الهلوسة، فهذه المرأة العجوز تضع على كتفيها بشكل دائم كوفيّة فلسطينية، بعد أن تثنيها من منتصفها من زاويتين متقابلتين لتصبح على شكل مثلث، يتدلى رأس المثلث على ظهرها من جهة الرقبة، بينما يتدلى رأساه الآخران على جانبي صدرها، وغالبا ما يُشاهدها الآخرون وهي تقرّب أحد طرفي الكوفيّة من أنفها، تستنشقه وتبتسم وحدها، حتى ظنها من يرونها أنّها عجوز خَرِفَة مصابة بالزهايمر، خصوصا وأنها منطوية على نفسها، وكأنها تجري جرد حساب لما مضى من عمرها، وذات يوم اقتربت منها زميلة لها في مأوى العجزة، واختطفت كوفيّتها وهربت بها، فلحقت العجوز بالمرأة وصرخت في وجهها:
بإمكانك أن تأخذي ما شئت من ملابسي القليلة، لكنني أحذرك من مغبة الاقتراب من هذه الكوفية، لأنّ ابني كان يعتمرها، ورائحة عرقه لا تزال عليها، وهذه الرائحة هي سرّ تعلقي بالحياة.
وأنا بدوري أتساءل: ماذا ستكون ردّة فعل ابنها العاق إذا علم بما قالته والدته العجوز المغلوبة على أمرها؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى