البارحة فقط وصل الربيع

عبد الرزاق الصغير | الجزائر

لا أملك إلا هذه الذاكرة المثقوبة كجيب سروال مهترئ

لا تسعفني إلا بجراح حارقة

وأوراق مطوية في جيوب يابسة 

ليست قصائد، وشهادات زور 

أنا محتار بين أن أبتاع برج إيفل أو قلم جاف، وظل  يؤنس عمودي الفقري

ليس لي دفتر شيكات.  خزنة، حصالة … ليس

***

من يقرأ قصائدي الآن

أصحابي أكلتهم الأرض

واحدا قبل الآخر

وصداقة حميمية

بين امرأة مرتبطة

ورجل في عرفنا حرام

***

ننتقل من قصيدة

لقصيدة

نرتب الأرائك

التي تكسرت من الترحال

الأعشاش

على الأشجار

في الأحواش

التي سنتركها ..

***

أرى كل من مررت عليهن اليوم

في الأسواق والحوانيت، المستشفيات، ومكاتب الحكومة

عاريات

دون صبغة أظافر حمراء

أو منهدات سوداء

غمازات في الخدود

أشرطة شعر وساعات غير تقليدية متساوية الأضلاع 

لم ألتفت حتى للواتي بعانة أو من دونها

ليست حقيقية هذه الكلمات

***

بدون إشاراتك اللذيذة

وقوفك، سكونك تنصتك

كأن حروفي تتبرعم في أحداقك

بدون قبلاتك الحارة عندما أنزل من المنصة

نكاية

أقف على شاهدة قبر هذا الفرنسي السافل

الذي اغتصب طفولة جداتي  الصغيرات

ألقي على مسامع هيكله العظمي حروف نكرة

كالواقف على جرف بئر يرمي الحصى و يتنصت

هل هناك ماء… 

***

ألا تدرين حبيبتي البارحة فقط وصل الربيع

جاء متسللا مشعثا أغبر حافي

ها هو على الرصيف يتسول لقمة

جرعة

المطر هذه ثلاث  قرون لم تنزل قطرة

انظري إليه المسكين يقطر

قيل طرد من البلاد التي كان فيها لنشره قصيدة عن الحرية ذكر فيها الدجال الأعور

***

أتجنب القرى والمدن التي يركب أهلها سيارات البنز والتويوتا رباعية الدفع

ببغل ليس كأفلام الفانتازيا عادي بلا أجنحة وحوافر من ذهب

وذات صباح لم أجده ترك لي رسالة يقول فيها سئمت رفقتك

وشعرك المجعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى