الشاعر
أحمد برقاوي | شاعر وأكاديمي
في حلكة ظلام الروح
وعند طلوع شمس الفرح
في فضاء بلا ضباب ،
وفي سماء مكفهرة ٍ ،
في ذروة ضياء النفس ِ ،
في أكثر أيامها كآبة
في ربيع العمر وخريفه
في جريان نهر الدمع الصامت
وانفجار آهات الحنين ،
في عناق الحبيبية ووداعها
في تشييع الأحباء
وفي أعراسهم
يجهزُ الشاعر روحهُ ، ويمتشق أقلامه ،
ويذهبُ في رحلة إلى وادي عبقر
يقتحم بساتين الكلام ِ وغاباته ،
يوقظُ كل الجن النائم في أعالي القمم
ليتلقى منه الكلمات ِ النائماتِ في بيت الوجود
وينحت من أجسادها ماشاء من الصور
ويحملها إلى واحته ِ الزاهية في زي أخاّذ،
معجونة بماء العبقرية ،
معطرة برائحة العشق والوجد
والوجع
وقلبه
المحترق
وعقله الوقاد ،
ويحملها على ارتداء فساتينها الأزهى
ثم يطلقها حرة
لتسكن ذاكرة الأبد.