أنا مجنونةٌ بكَ

إبراهيم طلحة | اليمن

هيّا دعي عنكِ التمنُّع جانبا

هيّا لنتّخذِ القرارَ الصّائبا

ولنقترِفْ إثمًا يليق بحبّنا

مهما تزاعلنا نظلّ “حبايبا”

أمسِ افترقنا دون فعلِ خطيئةٍ

يُرضيكِ يعني إن ذهبتُ مُغاضِبا؟!

قالت: وربّ البيتِ أنتَ مصيبةٌ

قلتُ: المصيبةُ قد تصير مصائبا

إن لم تطيعيني تحلّ مصيبةٌ

أخرى وتنقلب البلادُ خرائبا

هل تسمحين بكلمتين وقُبلَةٍ؟!

الوقتُ صارَ – كما أظنُّ – مناسبا

قالت: أنا مجنونةٌ بكَ، إنّما

ما زلتَ نجمًا في سمائي ثاقبا

ما زلتَ أستاذي ودكتوري، ولو…

وحريصةٌ أنّي أؤدّي الواجِبا

لكِنْ… فقلتُ لها: بلا لكِنْ.. غدا

أستاذُكِ الدكتور عندكِ طالبا

ضحكت وقالت: ألف آهٍ منكَ يا

مَنْ يعرفونكَ شاعرًا أو كاتبا

لا يعرفونَ بأنَّ فيكَ طفولةً

ما زلتَ طفلاً يافعًا ومشاغبا

يا حلوتي، سنظل أطفالاً إلى

أن يحزم العمر الجميل حقائبا

سنظل أطفالاً لنا أحلامنا

ونخوض في هذي الحياةِ تجاربا

ولقد مررتُ على الأماكن كُلِّها

ورأيتُ من أهلِ الزَّمانِ عجائبا

أنا هكذا أمضي أوافق فطرتي

وأنامُ خطّاءً وأصحو تائبا

أنا هكذا شخصٌ صريحٌ واضِحٌ

ما كنتُ – رغمَ مُراهَقاتي – كاذِبا

لصراحتي يخشى الكثير صداقتي

لم يُبقِ لي قولُ الحقيقةِ صاحبا

وأنا ضميري ظاهرٌ لم يستتر..

ما كانَ في يومٍ ضميري غائبا

لم يبقَ لي إلاَّكِ يا محبوبتي

وبكِ الخسائرُ قد غدون مكاسبا

يكفي من الدُّنيا هواكِ، وإنني

ما كنتُ في كلِّ الأمور معاتبا

فهواكِ يجعلني أعيشُ بِجَنّةٍ

وهواكِ يُصْلِيني عذابًا واصِبا

الله ما أحلى عيونكِ عندما

قوَّستِ من فوقِ العيونِ حواجِبا

أرخي حجابكِ وانزعيهِ حبيبتي

إذْ إنّ لي تحتَ الحجابِ مآرِبا

وتمسّكي بي جيّدًا ولتُمسِكِي

بيدي فإنّي قد أتيتُكِ راغبا

ولتفخري يا شمس بالقمرِ الذي

جعلَ القصائدَ في يديكِ كواكبا

ولننصهِر جسدًا ورُوحًا ولنذُبْ

ذُوبِي معي إن تبصريني ذائبا

خلّي المغاربَ تستحيلُ مشارقًا

خلّي المشارقَ تستحيلُ مغارِبا

فأهمُّ شيءٍ حبُّنا وغرامُنا

أنا لستُ أخشى في الغرامِ عواقِبا

قالت: أنا أخشى عليكَ كآبَتِي

أخشى أسبّبُ للحبيبِ متاعِبا

فأجبتُها: تعبي لأجلِكِ راحَةٌ

ولأجلِ مَنْ أهوى احتملتُ غلائبا

قالت: أنا في الأربعين، فقلتُ: مَنْ

في مثلِ سنّكِ ما يزلنَ كواعِبا

فاحمَرَّ خَدَّاها وقالت حينها:

“خجَّلْتَنِي” متغزِّلاً ومُداعِبا

كتبَتْ يسارَ الصَّدرِ من أعماقِها:

اطلب عيوني لن أردَّك خائبا

ثم اقتربتُ أضمُّها وأشمُّها..

قلبًا حفظتُكَ يا غرامُ وقالبا

قبّلتُها وغرقتُ في بحرِ الهوى

ولِحِكمَةٍ أحرقتُ خلفي القارِبا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى