الغربة

فايز صداق | مصر

الوحدة لا تروى ظمئا

كالماء المالح

 فى الغربة كم يجهلك البحر

وتنكرك الأمواجْ

كسحابٍ صيفيِّ الطَّلة

وغيومٍ لا تطوى غيثا

ومناخٍ خالٍ

من كل عناوين الأحلامْ

لا أفهم شيئاً من تمتمة الأحرف

بين شفير الموج

و خربشة النسماتْ

ما بين سطورٍ يستخفى فى هامشها

 وجه الكلماتْ

فتثير معانيها الشبهاتْ

لا أجد شبيها يحكينى

فى طاولة البسطاءْ

أو قلبا يرسم هذا النَّبض

التَّائه فى استحياء الغرباءْ

أفتقدحبيباً

ينسجم البحر إذا ضحكت عيناهُ

وتفكُّ من الأسر يداهُ

أماطل كل مسافات الشَّوق

وأمطر كل محطَّات الوجد حنينا

حتَّى ألقاهْ

ما بين غروبى

والشفق الفاصل بين خفوت البدر

وظلمة أفكار المحو

صفير الموج الغاضب

فى شفة الحلم المنهوم

على صفحات الريح

ينفك يصيح:

وحِّد وصفك فى ذاكرة الصمت

وعاتب قدرك في أحلام صبىٍّ شاخ

وهو يحاول فك الشَّفرة

فى قنوات الرِّيح

ويسبح ضدَّ الأمواج

وقلب الطِّفل يدغدغ فى همسات البدء

وتسقط منه حروف الوصل

وطبشور الرَّسم على نافذة الحلم

ويجرى نحو الملهاة

يداوى جرح المأساة

بأعشاب مازحة الذِّكرى

يبدو فى العينين بريق سراب

ورحيقٌ غاب

وإذا ما انصرف النَّاس

وجاء الليل

يعود وحيداً مضطربا خلف الأبواب

يصافح طيفاً ملكيا

يحكى عن وجع الأغراب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى