بين عيون ليلى وقرارات مجلس الأمن
مالكة حبرشيد | المغرب
أكان لابد لنا أن نلج براح الشعر بمرثية
بكاءة أعمارنا المنقوشة
على أطلال العيون الشقراء ؟
نشكلها بحركات حائرة الاتجاه
وأدوات ترقيم…تتمطى في طريق مجهول
أفقدت القصيدة….بياضاتها
سوتنا تماثيل على قمة رماد
لن يثبت طولها….ولا عرضها
مادامت الريح كنست الحدود
جعلت الدار بعد تعديل ومحو
خمارة لرؤوس استباحت
الأرض ….العرض…وأفقا مهزوما تصدع
حين تهاوت لبنات الوعي
مع وصلات النشيد
في ساحة احتفال بجنود
عائدين من حرب خاسرة
لمّا تبدأ بعد !
العيون المشدوهة تمجد الخيبات المتتالية
والشعراء طوابير صمت….تتهادى
كأخف ريح …غير مرغوب بنسائمها
يا صاحبي
قدرنا أن نشتل الحرف
في تربة تفتقد الخصوبة
لا مسام تسمح بمرور الندى و الحب
هي اوطان مقفلة على الزيف
وما خلف المارئون من أسرار
مفضوحة في أوجاعنا
راقصة فوق حلبات أعمارنا
الوعي قارة
لم يكتشفها العربي بعد
الظمأ أنهك ذهوله
مد حفناته ليغرف من نهر
سبقته الضفادع إلى الماء
لوثته قبل طلوع الفجر
يا رفيق الوجع
على درب الزجاج المطحون
لا تسرج حروفك….فالمعارك انتهت
والطاولات بيداء للبيع والشراء
ونحن سلع كاسدة….لابد من قطع دابرها
قبل أن يضرب الغباء…أخماسه في أسداسه
فيقع الحلم المتقزم …في ترهلات الفوضى
نامي بنات الأفكار…على سقوطك المسبق
خير من أن تنتصبي هراء..في خطب جوفاء
تجيد رسم ملامحنا على أبواب الآتي
هي الخيبات حطت بكل ثقلها
على أرض تآكلت أطرافها
“اينشتاين” لم يتمكن من حل معادلة الرمل
وهو يهوي عند الخط الفاصل
بين عيون “ليلى”
وقرارات مجلس الأمن
لعابا جاهزا للسيلان
عند أقدام عدائين عابرين لقارات
فقدت هويتها
مذ اجتاحها =تسونامي =ما تبقى منها
هو قيد الانتظار
كروزنامة أخيرة تصدر نحو المجهول
وللنشرات الجوية أن تقرأ توقعاتها
قبل أن يدخل الشعر مناخ النبيذ المسائي
تتراكم ثلوج الدخان على أكتاف الغائبين
في قصائد الشرود
وطقطقات ” التانجو “