أدب

غلطة

بقلم: ياسمين كنعان


كتبت في منشور سابق” كل فتاة بأبيها معجبة إلا أنا”، لم يعجب المنشور بعض الأصدقاء ومنهم من تساءل لماذا، وهل أنا مجرد استثناء، وهل خرجت عن الفطرة البشرية، والبعض كتب يؤيد ما كتبت.
لست معتادة على تبرير كتاباتي، ولا الدفاع عن فكرة أؤمن بها لأنها جاءت بالضرورة بعد تجارب كثيرة من تجاربي أو تجارب غيري، مما خبرت أو سمعت أو شاهدت، لست الوحيدة كما علّق صديق على المنشور وأعرف أنهن كثر..!
“سألت صديقة “لماذا” ولم أستطع الرد بكلمات قليلة، لا يمكنني ذلك وإن أردت ولا يمكنني أيضاً أن أكون معجبة به أو ممتنة له لمجرد أنه زرعني نطفة في رحم أمي ومضى…هل كان ينتظرني، هل حضر موعد ولادتي، هل حملني بين ذراعيه وقبلني على جبيني، هل منحني اسماً يطرب لمنادتي به، هل فرح لقدومي، كل هذه الأسئلة أُجيب عليها بالنفي.
في سنواتي الأولى سمعت هذه الجملة تتكرر على لسانه أكثر من مرة “أنت وأختك غلطة”؛ لقد كنت غلطة ارتكبها في لحظة عابرة، لم أفهم لماذا هل لأنني بنت، أم لأنني كنت رقماً إضافية وصرت الخامسة، ربما..!
في البداية قررت أن لا أكون غلطة ينفر من رؤيتها ووجودها، لكنه لم يتقبل وجودي أبداً، أحفظ عن ظهر قلب كل الإهانات الصغيرة التي كبرت معي، ثم توقفت عن محاولة تصحيح وضعي، لم تجد نفعاً كل الوسائل لأكون غير ما كنت بقيت الغلطة التي لا يمكن حذفها، الغلطة التي لا تُغتفر، كبرت الغلطة افترشت الوجود مثل بقعة حبر على قماش، تقبلت ما أنا عليه..!
القسوة تبرر ردة الفعل؛ ليس عليَّ أن أكون معجبة به ولا ممتنة له أنا الغلطة التي تمقت من اقترفها..!
ياسمين كنعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى