زرقاء اليمامة…
د. ريم سليمان الخش |فرنسا
.
حوارية شعرية بين أحمد وزرقاء اليمامة
سأستخدم لزرقاء * ولأحمد –
* ماذا تريد؟
– عزاءً فيه تأبيني
مذْ غادرت ودمي أشلاء مطعون
.
مذ أُبعدت وأنا أشباح مقبرة
بالليل نادبة تبكي وترثوني
.
* اكتب لها خبرا تلق الجواب لما
يُضنيك مستترا بالغيب مسجون
.
– عندي رسائلها أقتات أحرفها
وكيف أبعثها دون العناوين؟
.
ذابت وذا كبدي آثارُ محْرقَة
إنّي المهدم لكن دون تأمينِ
.
كم رحت أبحث عن خيلي لأصهلها
جريا على شجنٍ بالشوقِ مشحون
.
كم أطعمت جسدي للنار صورتها
وسوّرت بأسى عينيَّ من هونِ
.
لم أخبز السعد مذ ذابت ملامحنا
خبزي السهاد وكأسي حزن مغبون
.
كانت تقدّم لي أشواقها طبقا
عند اللقاء ومن عشقٍ تُغذّيني
.
كانت خوابيَ من شهدٍ أضيع بها
والحقل ممتلئٌ بالخوخ والتين
.
كانت تساعدني في زرعه حبقا
وتغرس التل أشتال الرياحين
.
خمرا تسيل على روحي وأشربها
حتى الثمالة تسري في شراييني
.
كانت قصيدة حب جدّ صاخبة
حتى علقنا ببيتٍ غير موزون
.
ضاعت وخلّت كسير الوزن مكتئبا
والشعر ياللشعر لم يحفل بمسكين
.
لاشيء يربطني بالحب ثانية
إلا انهمارٌ من الرؤيا يُسلّيني
***
* في عالم ما لقد ظلّت مكوّرة
مازلت تحضنها بين البساتين
.
مازلت تعجنها شوقا وتخبزها
خبز الوصال على جمر المحبين
.
مازلت تنظمها دنّا معتقة
كحرف وجدٍ بنشوى الحسّ مخزونِ
***
– ماذا ؟ وكيف ؟ وهل حقا مجسّدة ؟
*في كوكبٍ ما مدارٌ من تخامين !
.
* في بقعة ما ..بعيدا عن مجرّتنا
أرضٌ هناك على درب الحساسين
.
هناك للدفء أبوابٌ مشرّعة
لاريح تفصل عن نشواه قلبين !
.
مثل احتمالٍ وإيمان بأنّ لنا
قرائنَ الذات من أسرار تكوين
-؟؟؟
* إنّا احتمالٌ لشحناتٍ مذبذبةٍ
مسارك الآن حظٌ من ملايين
.
كلّ المسالك في التخمين واقعةٌ
بعالمٍ ما وذا تشخيصُ تخميني
.
إني أراها كوجه البدر بازغة
وحضرة الليل مزمار الخليلين
.
على الترائب كالبللور ذائبة
وبحة الناي تسري بين شقين
.
يارب لحنٍ على أوتار عاشقة
يُصيّر الحسّ اوكسترا التلاحين
.
لحنا تسيل على أنثى مموسقة
والأذن تلعق ماقد سال في الحين
.
ياربّ بحرٍ قويّ المدّ متصلٍ
بروضة التوت والعناب والتين
.
هذا الجمال الذي ماكان دونكما
ومضٌ تجلى كلولو فيك مكنون
***
– الحب لوحة رسام وربّتما
في ريشة ما اخنلاط في التلاوين
.
ماذا ستخبرني الزرقاء ثانية ؟
هل ثمّ حظٌ وفير التمر عرجوني؟
.
* حقيقة الأمر أنْ للروح طائرها
يُشعّبُ الحظ تشعيبَ الأفانين
.
جميع من تركوا ومضا بذاكرتي
كانوا التقاء شعاعٍ منذ دهرين
.
كانوا اجتماعا على نجمٍ وقد برقوا
كانوا حروفا على متن الدواوين
.
لقوة الجذب أسرارٌ ممغنطةٌ
: لحنٌ تآلف إيقاعا ومن حين
***
– بين الحروف قوى مازلت أجهلها !!
بعضٌ يُوافقني بعضٌ يُعاصيني
.
* كنه الوجود حروفٌ حين صوّرها
تولدَ الكون بين الكاف والنون
.
-كم أشتهي سبر بعض من عوالمها
كعالم الصرف بالكيمياء مفتون
.
لكنّ قلبي ماانفكت جوارحه
عصيّة الغوص في عمق البراهين
.
* بعض الحروف إذا ما جُمّعت صعقت
كأنّ ألسنَها نارٌ بتنين
.
– ماذا عن القلب يازرقا أليس به
حزنٌ يلوّعه يذوي كغسلين !
.
ألست هائمة بالوجد مشحنة؟
* إنّي علقتُ بشحنٍ محض مجنون
.
من ألف عام وهذا الجذب يرسمني
وحيا يُمدّ إلى ماقبل تكويني !
.
إنّا نولّدُ أمواجا ترددَها
تردد الموت عشقا كالمجانين
.
حتى القرائن لم تترك غوايتها !
عاد الدقيق وعدنا للطواحين
.
وأغلب الظنّ أني من وشيعته
توترٌ قادحٌ أعتى البراكين
.
ذاك التجاذب قد أنهى معالمنا
– قد يُحدث الجذب تفكيك الموازين
.
* بتنا كأخيلة في ريح أتربة
حتى مُزجنا معا هطلا على الطين
.
لكنّ مهجتنا نبعٌ نفجّرها
بالشعر كالسحر في الأنفاس مقرون
.
أنْ ليس تجمعنا للشدو أيكتنا
لكننا عبقٌ بين الأفانين
***
* تبلل الغصنُ من غيم يُظللنا
حتى نما حبقٌ للشدو يدعوني …..
.
ملاحظة : اعتمدت على مبرهنة الأوتار التي وحدت قوى الطبيعة الأربعة .