اتركوا شعري يمارس موته

عمرو البطا | مصر – الجيزة

بَعضُ الغَمَامِ عَلَى ضِفَافِ الأُفقِ

يُغرينِي

لِفَضِّ بَكَارَةِ المجهولِ. خَلُّونِي

أَخُوضُ قَصِيدَتِي كَفَرَاشَةٍ تَلهُو،

لأجلِبَ مِيتَةً أُخرَى لِأحلامي الصَّغِيرَةِ.

 

فِي دَمِي شَبَقُ القَصِيدَةِ لِلمُحَالِ:

أَرَاهُ فِي الأُفقِ البَعيدِ، وَلَا أَرَاهُ!

وَلُعبَةُ الأَضدَادِ فِي لُغَتِي تَخُطُّ لِيَ الحُدودَ،

وَتُطفِئُ النَّغمَ المُرَاوِغَ فِي شُقُوقِ فُسَيفِسَاءِ

الكَونِ.

وَالتَّشبِيهُ؛

هَل سَيَمدُّ لِي يَدَهُ؟

أَلَن يَغتَالَ فِي وَجهِ الحَبيبِ تَفَرُّدَ اللامِثلِ؟

مَا بَالُ اللِّسَانِ يَسِيلُ ثَلجًا!

كَيفَ تَلحَقُ خُطْوَتِي العَرجَاءُ قَفزَةَ بُلبُلٍ

يَأْبَى الإيَابَ لِأيكِهِ؟

 

كَلِمَاتُنَا تَأْبَى بُذورَ الخَلقِ،

تَستَجدِي السَّرَابَ تَجَسُّدَ اللاشَيءِ،

تَرفُلُ فِي الحِجَارَةِ..

لَا تَزَالُ تَطوفُ حَولي!

مَن أَنَا؟

عَدَمٌ تَخَثَّرَ فِي المَكَانِ

وَلَا يُزَالُ يَظُنُّ أَنَّ يَدَيْه تَمتَلِكَانِ

كُلَّ الكَونِ؟

 

مَا بَالُ البَعيدِ يَزِيدُ بُعدًا كُلَّمَا احتَجَبَ

الإيَابُ مِنَ القَصِيدِ!

عُيُوننَا قَفزَتْ عَلَى حَدِّ المَدَى لِتَرَاهُ،

قَطَّعْنَا أَصَابِعَنَا تَرَقُّبَ أَن يَهلَّ،

وَكُلَّنَا أَيْدٍ تُمَدُّ مِنَ الهَبَاءِ..

وَ لَمْ تَنلْ إِلَّا الهَبَاءْ!

 

مِن أَينَ أَفتَتِحُ القَصِيدَةَ؟

كَيفَ؟

أَينَ لها بِلَفظٍ لَم يُدَنِّسْهُ التَّلَفُّظُ؟

فَابتَلِعْ حَجَرًا إِذَنْ، أو كُنْ حَجَرْ.

إِن أعجَبَتْكَ فَرَاشَةٌ بَيضَاءُ يَومًا

لَا تَصِفْهَا!

إِن مَرَرتَ بِطِفلَةٍ تَلهُو بِدُميَتِهَا

فَلَا تَقتُلْهُمَا أرجُوكَ!

لَا تَدَع الكَلامَ يُمَارِسُ التحنيطَ في

فَيرُوزِهَا.

 

إثمُ القَصِيدَةِ لا يَزَالُ يُطَارِدُ الحَمقَى

مِنَ الشُّعرَاءِ

(مَنْ يَتَطَهَّرُونَ مِنَ القَصِيدَةِ بِالقَصِيدَةِ)…

فَاترُكُوا شِعري يُمَارِسُ مَوتَهُ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى