إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها!

بقلم: د. أحمد الطباخ
سأل النبي أصحابه يوما فقال: إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها أتدرون ما هي؟!فذهب الناس في شجر البوادي وذهبت أنا عبدالله بن عمر في النخلة واستحى أن يتكلم في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حياءا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها النخلة.
هي مثل المؤمن منفعة كلها في سعفها وجريدها وبلحها وتمرها والشبه بينها وبين المؤمن كبير في استواء عودها وانتصاب قامتها والناس يقذفونها بالحجارة فتسقط عليهم ثمرها وكل ما فيه نفعه عظيم مثل المؤمن تماما وأوجه الشبه بينهما كبيرة كما ذكر المتخصصون .
فهي أولا: تحمل وتلد في تسعة أشهر وتسعة أيام، حيث تخرج طلعها اي(تجبِّد) كما يقول أهلنا في شهر يناير، وتحصد في أول شهر أكتوبر، يعني تسعة أشهر وتسعة أيام كالمرأة تماما
ثانيا: هناك بعض النخيل يكون حمله إلى حين حصاده في سبعة أشهر، وذلك هو الرطب.. ومعلوم أن بعض إناث البشر كذلك يحملن ويضعن حملهن في سبعة أشهر، وهؤلاء الأبناء المولودون في سبعة أشهر يسمون (الخُدَّج)، فالذكر يسمى خديج، والأنثى خديجة -اي بنت سبعة اشهر – ومن هنا جاء اسم خديجة .. !!
رابعاً :نجد أن النخلة هي الشجرة الوحيدة في الدنيا لاتحمل صفات الذكورة والأنوثة كبقية الأشجار، اي انها غير مخنثة، فالذكر قائم بذاته، وكذلك الأنثي حيث لا يكون ذلك لبقية اشجار الدنيا مطلقا .. !!
خامساً: نجد أن النخلة هي الشجرة الوحيدة التي إذا قُطع رأسها تموت.. !!
سادساً: بعض النخيل إذا بلغ السبعين عاماً ينحني أي يحدودب كبعض البشر، فيا سبحان الله!؛ نجد أن بعض البشر يبلغ التسعين والمائة ، ولا ينحني وكذلك النخيل .
سابعاً: معلوم أن أهل الشمال يسقفون بيوتهم بجذوع النخيل، وهم يشقون الجذع إلى أربعة أجزاء، ويسمى الجزء (فِلْقَة)، فإذا انكسرت الفلقة أو انثنت فأهل البلد يقولون : فلان لايعرف ضلل بيتو بي فلقة نيَّة ، إذاً كيف نعرف إن كانت نية أم نجيضة ؟!! ،
والإجابة طيلة حملها فهي نية،
أي لاتصلح ، لأن تحمل لك سقفاً فهي هشة وضعيفة، وهذا ماينطبق على المرأة تماما ، حيث يقول الله عز وجل:”وحملته وهناً على وهن”، أي ضعفاً على ضعف، فالنظرية بسيطة بالنسبة للنخلة
تكون هشة ومتفتحة الجزع كي يعبر عبره الغذاء والماء من باطن الأرض نحو جنينها بيسر وسهولة ، ولكن بعد حصادها تتصمت وتصبح قوية تستطيع حمل أي ثِقَل !! فيا سبحان الله !!!
ثامناً : فالنخيل يقوم في شكل أسرة ، حيث تجد النخلة الأُم وحولها بناتها (بنات حفرة)
وهذا لانجده في كل الأشجار مطلقاً !!
تاسعاً: نجد أن شتول النخيل الصغيرة ملتصقة بأمها التصاقاً تاماً، وتتغذى من غذائها ، وعندما نريد فصلها لابد من عملية (التصفيح)المعروفة، حيث نضع صفيحة أو جركانة، ونضع فيها طيناً ، ونسقيها باستمرار إلى أن تنشأ لها جذور، وتعتمد على غذائها بنفسها، وبعد ذلك نفصلها عن أمها ، ونزرعها في مكان آخر ، وهذه تشبه عملية الفطام تماماً، حيث لاتستطيع فطام الطفل قبل أن يأكل الخبز، ومن ثم يعتمد علي نفسه!!
عاشراً : التمر ملون فيه الأبيض والأسود والأسمر وغير ذلك من ألوان، كالبشر تماماً (شعوباً وقبائل ) ، فسبحان فالق الحب والنوى!! ، سبحان الله العظيم رب العرش العظيم!! .