أدب

يا أمّة السوء العظيم

شعر: وليد حسين| العراق

غيابي حضورٌ في جحيمِ عَنائها
تفاقمَ حجمُ الويلِ عند احتوائها

ألا ليت شدوَ الروحِ أرخى مواسماً
وباعدَ عُريانا يَشي بردائها

ومن كانَ في اللذّات يبغي هزائما
جرى ذكرُهُ من دون لفظِ بلائها

ولست بذاك الفقدِ أشكو وصاية
حواها من الإدغامِ عند ادّعائها

فأرّخ أيّامَ النفير كصاعقٍ
وجاءَ بلا نفعٍ سليلُ بقائها

أ كانت له تلك السنون مضيئةٌ
يجودُ بما استبقى ببرقِ سمائها

ولكنَّ عيناً من حشودِ غنيمةٍ
تساقُ فلم تعرف حقيقَ انتمائها

تبالغُ في أمرٍ كأنّ مدارَها
يساومُ مصطفّا بركبِ فنائها

ويلبس أحقابا .. تعذّر ماطرٌ
فجيء بعامٍ من أتُون ابتلائها

وأعجب من وجهٍ تلبّد بالمدى
فأسرى بها زهوٌ بعذبِ حُدائها

ليقتلَ من يلقاه دون جريرةٍ
ويعدو إلى سَلبٍ وهتكِ حَيائها

وتنظرُ كيف الناسُ !! لاشيءَ عندها
سوى لحظةٍ تبتلُّ عندَ دعائها

وتسأل يا اللهُ .. ما بالُ أمةٍ
دعتك ولم تَسمَع زفيرَ بلائها

لأنّك فينا حاضرٌ تقضمُ العدى
وتأتي بملهوفٍ ثوى بخوائها

رعتنا يدُ الأقدارِ من أيِّ غالبٍ
فعشنا بعيدا عن ربى شهدائها

رضينا من الأفاتِ ماكان ظاهرا
ومتنا ولكنْ من رمي بُلهائها

ورحنا نذمُّ اليأس جبناً فأثخنت
منابتُ أرواحٍ سلت بذمائها

فهل تُسعفيني إن عدوتُ بخطوةٍ
وحيدا فإنّي تابعٌ من ورائها

فيا أمّةَ السوءِ العظيم هل انتهت
مآثرُها الحرّى ومرُّ بكائها

فكم ساعةٍ خضنا غمارَ ظهورِه
كأنَّه هلالَ العيد كلُّ ابتلائها

ولم تلتفت يوماً إلى سوءِ أمرِنا
وما مسنا إلّا جسيمُ فنائها

ولم تنتهِ حتّى تبينَ ضعفُنا
وكم سوءةٍ بانت لفرطِ دمائها

فما كان منّي أن أبرِّئَ ساحةً
دعتك إلى الهيجاء بعد انقضائها

ولم تعتزل إلا بموتٍ وسكْرةٍ
وتلك حياةُ الخلدِ يوم شقائها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى