أخبار

الامتياز لرسالة أكاديمية في جامعة تكريت.. الذاكرة في شعر عبد الرزاق الربيعي

عالم الثقافة| تكريت – العراق

يستند شعر الربيعي إلى كم هائل من المخزون الذاكراتي، ليفتح أمام المتلقي فضاء التأويل وتعدد القراءات

    نال الباحث (عبد اللطيف علي عبد اللطيف فنخ) الطالب في كلية الآداب- قسم اللغة العربية جامعة تكريت درجة الامتياز عن رسالته الموسومة (الذاكرة في شعر عبد الرزاق الربيعي) التي تقدّم بها لمجلس الكلية.وتألفت لجنة المناقشة من الذوات: أ.د. سوسن هادي جعفر – رئيساً . و أ.د. إبراهيم خليل عجمي– عضواً، و أ.د. ساجدة عبد الكريم خلف- عضواً، و أ.د. نافع حماد محمد – عضواً ومشرفاً .
وقال الباحث” تنحدر الذاكرة من حقل الدراسات الفلسفية والنفسية والاجتماعية، فهي بمفهومها العام وسيلة لخزن المعلومات والتجارب والخبرات التي مرت بحياتنا في السابق، بدأ الاهتمام بها في ميدان الدراسات الأدبية نتيجة للأهمية والقيمة الفنية والأدبية التي تقدمها والتي تسهم بأثراء النص الأدبي، ولها الفضل في نتاج ونشوء النصوص الأدبية وتخليدها بنتاجات إبداعية وهذا ما دفعنا للخوض في دراسة الذاكرة.
فقد وقع اختيارنا عليها باعتبارها أساسًا في كل نتاج أدبي وهي من الموضوعات الجديدة التي بدأ النقاد يتناولونها وهي جديرة بالدراسة والاهتمام، وقع اختيارنا على الشاعر عبد الرزاق الربيعي باعتباره شاعرًا عراقيًا حداثيًا مر بتجارب وظروف مختلفة ساهمت بصقل تجربته الشعرية والإبداعية خاصةً وهو يستند إلى كم هائل من المخزون الذاكراتي الذي تجلى بشكل واضح في شعره وأنتج لنا نصوصًا تفوح بعبق الماضي وبساطة الطفولة وتجارب الشباب، ليفتح أمام المتلقي فضاء التأويل وتعدد القراءات، فنصوصه مليئة بالذكريات الطفولية ومفردات البيئة المحلية وإرث الأمة التاريخي والثقافي، وقصائده مشبعة بالذكريات والعواطف الجمعية والفردية وتختزن الكثير من الذكريات الخصبة التي تفيض بكم هائل من الرموز والدلالات، فوظف الشاعر عبد الرزاق الربيعي هذا المخزون الذاكراتي التاريخي والديني والشعبي والطفولي ليبرز جمالية النص عن طريق استدعاء الذاكرة أو البحث فيها لتكون هذه الذكريات خالدة ومستمرة عن طريق ربطها مع الحاضر والمستقبل والإفادة منها بطريقة تجعلها معاشة لدى القارئ واحياءها عن طريق عملية تنصيصها في قصائده. تَكَوّنَ البحث من مقدمة وتمهيد وفصلين يعقبهما خاتمة وملحق تضمن حياة الشاعر وسيرته الدبية، اشتمل التمهيد على اربع فقرات تناولنا في الفقرة الأولى تعريفات الذاكرة اللغوية والاصطلاحية، أما الفقرة الثانية فقد تناولنا الذاكرة في منظور الدراسات الفلسفية، أما في الفقرة الثالثة تناولنا الذاكرة في الدراسات النفسية، وفي الفقرة الرابعة تطرقنا إلى الذاكرة في حقل الدراسات الأدبية. تناولنا في الفصل الأول الذاكرة السيرذاتية وقد اشتمل على ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول الأنا الراوية وكيف استطاع الشاعر أن يوظف ذاكرته فيها استنادًا إلى مخزونه الثقافي والفكري والتجارب الواسعة التي خاضها. وفي المبحث الثاني تناولنا الآخر المروي له وكيف استطاع الشاعر أن يوظف تجارب الآخر في نصوصه باعتباره لسان حال مجتمعه يحكي بلسان الطفل والمرأة والرجل والعاشق وغيرها. وتناولنا المبحث الثالث ذاكرة المكان السيرذاتية والتي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بحياة الشاعر ولها الأثر في نصوصه من خلال استدعائها مثل المكان العام المتمثل بالوطن والأمكنة الخاصة المتمثلة بالمدن والأزقة التي تتعلق بأماكن اقامته واقامة أهلهِ واصدقائه والتي حفلت بذكرياته، فاسترجع من خلالها الأماكن التي مر بها واقام عليها مما نتج عنها ذاكرة مكانية سيرية تمثل هويته.
أما الفصل الثاني فقد خُص بالذاكرة التاريخية على اعتبار أنها الخزين الثقافي والخلفية التاريخية والحضارية للشاعر. تناولنا في المبحث الأول الفضاء التاريخي من خلال توظيف الشاعر له لأنه جزء من تاريخ الأمة ومحل الفخر والاعتزاز والحنين الدائم إلى هذه الأماكن بما تحتله من مساحة واسعة من ذاكرة الفرد والمجتمع. أما المبحث الثاني فقد عني بالشخصية التاريخية وتطرقنا خلاله إلى عدة شخصيات تاريخية متنوعة ما بين عربية وأجنبية وفي فترات زمنية مختلفة كان لها حضورها وتأثيرها في الواقع واستطاعت أن تكتب لنفسها الخلود والبقاء بما تركته من بصمة في تاريخ شعوبها. وعني المبحث الثالث بالحدث التاريخي باستناد الشاعر على ذاكرته استطاع أن يضمن هذه الأحداث في نصوصه باعتبارها أحداث تاريخية كان لها وقعها وصداها فتناقلتها الأجيال واستطاعت أن تغير من مجريات الواقع وتصنع تاريخها”
وبعد مناقشة علمية مستفيضة لمضمون الرسالة ودفاع الباحث عن محتواها والنتائج التي توصلت إليها الدراسة اجيزت الرسالة بالقبول وبتقدير ( امتياز ) .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى