معارضة شعرية

د. سعيد الزبيدي و عبد الرضا علي | العراق

قبل أيّام ٍ كتبَ لي صديقي العتيقُ الأستاذُ الدكتور سعيد جاسم الزبيدي قصيدةَ شكوى من هذا الزمنِ الذي لم يعدْ متّكأً حتى لأحلامِ يقظتنا في إنجازِ بقيّةِ مشاريعنا الثقافيّة التي كنَّا راغبين في إنجازها. ولكوني أعاني اضطراباً شديداً سببه ارتجاف المفاصلِ، واليدين ( فضلاً عن اضطرابات القلب الموجوع ) فقد حال ذلك دون مجاراةِ تلك الشكوى المؤلمة  المملوءة بمحبّتهِ التي لا تشبهها محبّة  شعراً ، لأنَّ الشعرَ ( وإنْ كان استعداداً) فهناك شروطٌ يجب توافرها في صانعه، وأولها تاج الصحَةِ الذي يعينهُ على صياغةِ نسيجِ الإبداع. أقولُ هذا ملتمساً من أصدقائي شمولي  بعوفهم حين يجدونني مقصّراً، فلم أعدْ قادراً حتى على مجاراة أبجديّاتهم الرحيمة، فكيف إذا كانت نصوصاً رائعة؟

إليكم أولاً  ما صاغته ذائقة الصديق الشاعر سعيد الزبيدي:

(أبا رافد)

د. سعيد الزبيدي | جامعة نزوى

أبا رافد…دفتر الذكرياتْ

عتيـقٌ كأيامنا الماضيــاتْ

فمــا عــادَ متـسـعاً للكلام ِ

وليسَ  ثُمالاً  لمــا هــوَ آتْ

ولا عندنا بعــدُ  مــن رغبـةٍ

ندوِّنُ فيــه ِ من الامنيـــاتْ

ألا غيـرَهُ سيــدي ســــلــوةً 

تخفِّفُ ماذا  بنا مـن شــكاةْ

ألا دلَّنـي  لــو  لديــكَ  هـنـا

مجالاً وقلْ هاكَ قولاً وهــاتْ

فكمْ مـرَّةٍ كنـتَ  لــي ملــجأً

وأذنـاً أريــحُ لديهـا اللهــاةْ؟

وصدراً  أمــدُّ عليــهِ الأسى

فيستلُّ مـنِّـي  همومَ الحياةْ

أبا رافدٍ…جفَّ منِّـي الشعورُ

وماتتْ على شفتي الاغنياتْ

أرحني من ذا وأنتَ الكـريـمُ

لئلا يـنـالَ  الــعداة الجـفـاةْ

***

وإليكم ثانياً معارضتي القصيرة:

(أبا زيدٍ)

عبد الرضا علي

أبا زيــدٍ انَّـا خَبِـرنـا الـحـيـاةْ

وكُـنَّـا شهوداً لِمـا كـانَ فــاتْ

طويـناهْ عهداً رهيـباً مخيــفاً

وعشنا سنيـنـاً جَثَتْ حالِكاتْ

وكــنَّا  أُناسَـــاً  ذوي  عِفَّــــةٍ

وكُـنَّـا أنوفيــنَ ( دوماً) أُبــاةْ

ومــنْ كانَ تاريخــهُ حــــافلاً

بما فِيهِ من زاكياتِ الصفاتْ

وخَلَّــدَ فــي الناسِ أســفارَهُ

كما صُغْتَ من كُـتبٍ خالداتْ

ســيبقى عصيَّاً على الإنطفاءِ

ويخلدُ حـيَّـاً  برغــمِ المَـماتْ

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى