سَاعةٌ تُشرِق كَما فِردَوس عَن المَكانِ.. سَاعةٌ تَغربُ كَما جَحيم مِن الزَّمنِ..

أحمد الرمضاني | العرق – الموصل

 

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن الَّليلِ..
النَّفسُ المَضمُومةُ بِالغَائِبِ مِن الأَفعَالِ.. كَشذرَة نَارٍ تَتقَلبُ بِبطنِ المَوتِ..
ضَائَعةً كَالمُطلَق.. ومُحفَّر وَجهُ دَمعهَا السَّاهِد.. كَمهدٍ.. ومُسيجٌ بِالوَحشَة..
العَابرَة بِخطْوةِ السَّديمِ.. زَمكانَ الكِتابِ المُتنَزّلِ بِحيَوانِ عُيونِها.. كَالوَادِي..
المَقتُولَة كَالبَحرِ.. عَلى سَواحِل الشَّر بِالزَّرعِ.. كَلمةً لِلفَناءِ.. وهُو يَتخَطَّى وَحجَارَتهَا بَريقَ السَّماوَاتِ.. لِيعْبرَ خَيطٌ أَسودٌ فَجرَها الغَارِق بِنعَاسِ الشَّيطَانِ.. كَالمَاءِ الأَسوَد وكَالزُّجَاجِ المَيّتِ.. هَواءٌ مُغوسَق.. كَكمَانٍ مَشلُولٍ.. كَأشْجارٍ مِن الفَزعِ.. تَتصَببُ.. وخَيطٌ مُلطَّخ بِدخَانٍ تُملْملُه الأَموَاجُ كَالسَّريرِ.. لَحظةَ الظَّلامِ…

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن النَّهارِ..
الذَّاتُ المَطوِيّةُ.. كَغزَالِ الزُّرقَة المَنفُوشِ عَلى الضِّفافِ.. المُعمَّدةِ بِالضُّحى.. تَقاسِيمَا.. كَقطْرةِ مَاء تَتخَلّقُ بِرحمِ الحَياةِ..
مَوجُودَة كَالجَوهَر.. ومُصوَّرة كَالَّلوْنِ الدَّامِغ بِجدَارِ العَالمِ.. جُرحَا أَو طَريقَا..
البَاقِيةُ كَالَّلوحِ والمَبعُوثَة كَالحَطبِ.. وَرقَة غُصنٍ وأَنفَاسٌ مَتنَامِيةٌ.. شَجرَة لِلصَّمتِ.. بِالتَّكرَارِ والثَّوبِ الفِضّيِّ لِمرَايَا النَّهرِ.. مَحفُوفَة والجَسدُ المُقتَرحُ لِلنُّورِ..
وَقتَا يَتشَجّرُ حَولَ الغُروبِ بِخيْطهِ الأَبيضِ.. نَاسكَا لِلنَّسيمِ و وُجودِ اللهِ..
قِيثَارٌ رَاكضٌ كَالغَيثِ.. والغُيومُ جَسدٌ.. كَحبلِ الرُّؤَى..
تُلمْلِمهُ الصَّحارَى المُتمَشّيةُ عَلى عَينهِ.. لَحظةَ النُّورِ..

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن الَّليلِ..
المَرءُ الهَابطُ مِن رُكنِ الغَيبِ.. كَصحِيفةٍ مُشوَّهةٍ بِسكُونِ العَدمِ.. يَتكَسّرُ كَشمسِ المُحيطِ.. والظِّلالُ مُسجَّاةٌ حَولَ فَمهِ كَالأَعاصِيرِ.. بِخطوةٍ كَالخوف..
وكَظلَامِ البِئرِ فِي الكَفِّ.. بِوجهِ الدَم الأَعمَى يَمرُّ.. كَألمٍ أَو دُعاءٍ مَفقُودٍ..
غَائبٌ كَالَّليلِ فِي الوَرقةِ.. ومُتجَليَا كَالنَّهارِ فِي الكَلمَة..
أَيقُونةَ عَذابٍ.. أَو قَمرَا جَاريَا بِساقِيةٍ مُتيَبّسَة..
بَيتٌ بِالجُوعِ مُظلَّل.. كَسفِينةٍ مَثقُوبَة ومِياهٍ مَلعُونَة.. لِترْفعَ الرِّيحُ عُنقَ الفَأسِ..
وتُبدِّلَ الحُريةِ صَوتهَا.. مُتغَشّيةً المَوتَ كَقبرٍ لِلزَّمنِ.. والفُوضَى كَعالمٍ لِلإِنجَابِ..
لَحظَة التَّكوِينِ..

تَتكَوّرُ المُوسِيقَى مِن الفَراغِ.. يَتكَوّرُ الفَراغُ مِن الزَّمنِ.. يَتكَوّرُ الزَّمنُ مِن النَّهارِ..
الإِنسَان حَامِل صَمتَ الُّلغةِ.. والمُنشَقّ بِبقَعةِ الثَّلجِ المُبارَكةِ مِنهَا.. كَوكبَا يَتنَامَى فِي المَسامَاتِ.. بَينَ الجُذورِ وجِسرِ المُوسِيقَى الأَبدِيِّ.. آيةٌ مُنشَقّة عَن أُفقِ الفَراغِ وشَهادَة الغَيبِ..
زَهرةٌ مُتفَتّحَة بِماءِ الإِنتِظارِ.. وخَيطِ الشَّفقِ..
مُتخَلقَا بِالَّلامَحسُوسِ مِن الحُبِّ.. والنَّسيمِ الدَّائِر..
كَلونٍ يَستَيقظُ ولَوحَة تَنامُ.. بَعدَ أُغنِيةِ الإِلهِ عَلى الأَغصَانِ بِالنَّدى..
حُضنٌ يَتجَمعُ والشَّكلُ الَّلانِهائِي لِلرَّغبةِ.. ظَاهِر كَالفَضيلَة ومُحقَق بِالجُنونِ..
لَبنةٌ مَطلِيةٌ بِلازَورْديِّ الفَجرِ والكينونة البَاقِيةِ.. عَالمٌ كَالغُرفَة يَخرُج مِنهُ الخَيالُ.. قَلب بِوجُودٍ يَتبَدّلُ العُمرَانَ والخَرابَ.. لَحظَةَ الإِيمَانِ…

13/6/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى