إبداع فتوغرافي وصورة بألف كلمة

د. أحلام الدميني | اليمن

ما يقوم به الأستاذ عبد الرخمن الغابري، ذلك المجنون بألف عقل من التقاط لصور فتوغرافية متنوعة سواء لشخصيات سياسية أو اجتماعية …الخ، أو صور لمواقع أو أماكن أو مناطق داخل وخارج اليمن، يمثل قيمة حضارية وثقافية موثقة تستفيد منها كلا من الدولة وكافة شرائح المجتمع، لأنه عملا صعبا ومحترف، لا يقوم به إلا من حب هذه المهنة وتكونت لديه ثقافة شاملة في تعريف كل مواطن ماهو موجود داخل وخارج اليمن.

وبالتالي حتى لا تهدر ولا تضيع تلك الأعمال الناجحة والموثقة فإنني أدعو الجميع دولة ومثقفين ومهتمين في هذا المجال، إلى إقامة متحف متخصص بالأعمال الوثائقية والفوتوغرافية في كافة المجلات المختلفة، والتي سوف تنشئ لنا تاريخ موثق وصحيح ودقيق مدعوم بالصورة وتاريخها، وهذا بدوره يجعل الدراسات والبحوث العلمية وتطويرها في كل المجالات ذو قيمة عالية متميزة ،تحقق الجودة الشاملة في ما هو مفترض أن يقدم للعالم، كتاريخ وحضارة تتعلق بكل تفاصيل وثقافة الشعب اليمني المعروف عند العالم بأصل العرب والمسلمين، وهذا يعتبر أحد مداخل عودة تصحيح مسار الجانب الثقافي بشكل عام.

 حيث نجد في العالم الغربي وعلى سبيل المثال: دولة فرنسا وعاصمتها باريس هناك مايقارب من أكثر من 60 إلى 70 قصر للثقافة كمتاحف وأعمال خلدها أناس سابقون وموجودون حتى الآن، جعلت دولة فرنسا مكان لاستقطاب كافة شعوب العالم لتتعرف على الحضارة والثقافة الفرنسية.

ومثال ذلك أيضا المهرجانات والفنون الشعبية والمحلية داخليا وخارجيا، وكذلك الأفلام والمسلسلات التلفزيونية التي تتناول قضايا المجتمع بشكل عام أو خاص، كما هو موجود في ولاية لوس انجلوس في امريكا من تقديم جوائز الأوسكار لأفضل الأعمال الفنية في العالم.

لذلك إقامة مدن إنتاجية إعلامية مؤسسية، يشارك فيها القطاع الحكومي والخاص والمجتمع، لإبراز المواهب والمتميزيين في التصوير الفوتوغرافية والمسرح والسرك والرقص والرسم والشعر والغناء…الخ، سيعمل على زيادة الإنتاج الفكري والمعرفي والثقافي عند كل مجتمع ودولة، وبالتالي قدرتها للوصول إلى العالمية من خلال ماتقدمه من كمٍ ونوع من الأعمال الشاملة المتعلقة بكافة الفنون، وهذا مؤشر عالمي يضع الأعمال الناجحة للدولة أمام وعين وطلب المتابعين والجمهور من كافة أنحاء العالم العربي والعالمي.

من هذا، المنطلق نجد أن الأعمال الفنية والوثائقية، تسهم في القضاء على الجهل والتخلف، وتدعم وتبرز تاريخ وحضارة وثقافع أي مجتمع وبلد بشكل متنوع وشامل، ويضع أهم أدوات الإعلام وهي الصورة في رفع منسوب الوعي الوطني والحضاري والثقافي عند المجتمعات لإظهار جيل جديد مسلح بالعلم والمعرفة والثقافة والقدوة الحسنة.

…..

الفعالية الثقافية نظمها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين – فرع صنعاء – ومنتدى البردوني الثقافي، تحت شعار: “سيرة الضوء.. ودهشة اللحظة”، للفنان المبدع أ/ عبدالرحمن الغابري يوم الأربعاء، 12/2/2020م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى