“كتالوج” للعلاقات الزوجية!!
الإذاعية سمر محمد | القاهرة
في كثير من الاحيان تمر العلاقات الزوجية ببعض العواصف التي تكاد أن تقتلع إستقرار ذلك البيت من جذوره .
ولكن يا ترى ما هو السبب ؟ ؟
تعددت الأسباب مابين التسرع والخوف من تأخر سن البنت في الزواج و عدم التوافق سواء الفكري أو العاطفي أو المادي ………. إلخ
ولكن بعد البحث والقراءات توصلت الى نتيجة أتمنى أن ترونها معي كما أراها ، و تلك النتيجه تعد المركز الرئيسي لكل المشكلات التي تحدث بين الزوجين، بتلك النتيجة يستطيعان تفادي المشكلات التي تحدث بالمجان.
هذه النتيجة تكمن في عدم فهمنا لطبيعة بعضنا البعض و عدم قدرتنا على قراءة شخصية الطرف الآخر و من قبله عدم قدرتنا على قراءة أنفسنا ومعرفة من نحن و ماذا نريد و ماذا نحب .
النتيجه هي :
(( أننا كتالوجات تمشي على الارض بقدمين ))
لماذا إستخدمت مصطلح الكتالوج ؟؟
عند إستخدام الأجهزة الكهربائية لكي نصل إلى طريقة تشغيلها الصحيحه و نعطي الفرصة في إطالة فترة صلاحيتها ، نبدأ في قراءة الكتالوج الخاص بها ، و لكل جهاز الكتالوج الخاص به.
فهل تلك الأجهزة الكهربائية أغلى ثمناً من الإنسان؟؟
لكلٍ منّا الكتالوج الخاص به، ولكي نتمكن من العيش بسعادة وهناء ، يجب علينا قراءة هذا الكتالوج لأنفسنا أولاً ثم للآخرين ثانياً حتى ننعم بعلاقات مريحة وغير معقدة أو غير مرهقة تستنفذ طاقتنا ، و تستهلك أنفسنا.
في هذا المقال أستعرض الصفات التي توجد في الكتالوج .
هذا الكتالوج مقسم إلى :
((كتالوج للذكور )) و (( كتالوج للإناث )) وليس معنى أن هناك كتالوج للذكور والإناث أنه لا يوجد كتالوجات أخرى فليس هناك كتالوج يشبه الاخر في كتالوجات الذكور وليس هناك كتالوج يشبه الاخر في كتالوجات النساء.
ولكل كتالوج صفاته الخاصة التي تأتى نتيجة معتقداته وأفكاره و مبادئه التي تنبع من عقيدته الدينية والبيئة المحيطة به التي تساعد في تكوين الشخصية والخبرات الخاصة .
دعونا نقسم هذا الكتالوج الى فصلين:
_ الفصل الاول وهو (( السيكولوجية )) الخاصة بكل نوع .
_والفصل الثاني وهو (( لشخصية )) .
اما بالنسبة للفصل الأول فدعوني أنصحكم بقراءة كتاب (( سيكولوجية الرجل و المرأة )) للدكتور ” طارق كامل النعيمي ” ، الذي سيساعدكم كثيراً في فهم الطبيعه السيكولوجية والفسيولوجية للذكر والأنثى .
ومن سطور ذلك الكتاب سوف نكتشف ذلك الإختلاف الرهيب بين الذكر والأنثى في تكوينهم الجسماني و العقلي و حتى في طريقة التفكير .
أتذكر انه في حلقه من حلقات برنامجي”أنتِ ” على on air radio
كنت أستضيف دكتور “محمود خليل” استشاري تطوير الذات والتدريب وكنا أيضا نتحدث عن سيكولوجية الرجل والمرأة فقال :
(( أن الرجل يلقب في علم النفس بالصندوق حيث أنه ينغلق على نفسه أثناء التركيز والتفكير في أي موضوع يشغل تفكيره سواء كان طلب من طلبات المنزل أو مشكله في محيط علاقاته الاجتماعية والعملية ، أما النساء فتلقبmulti tasking
أي متعددة المهام التي تستطيع أن تفعل أكثر من مهمه في وقت واحد ، فهي تستطيع أن تقوم بواجباتها المنزلية أثناء مشاهدتها مسلسل تركي في نفس الحين تحادث صديقتها على الهاتف لتحل لها بعض المشاكلات وفي نفس الوقت تتابع الواجبات المدرسية مع أبنائها ، فالمرأة تستطيع فعل أشياء كثيره في نفس الوقت ، أما الرجل يحتاج الى التدقيق والتحليل في أي موضوع يمر على عقله ، فالموضوع لا يمر مرور الكرام .
لذلك نجد على سبيل المثال :
أنه عند مشاهدة الرجل لمباراة كرة القدم أو لعب البلاي استيشن ، فتحدثه زوجته و تجد أنه لايسمعها ولا يشاركها الحديث وذلك ليس لأنه لايكترث لها ولكن لأن تركيزه الان فقط منغلق في اللعب أو المباراة التي يشاهدها .
هكذا خلقه الله ليس استهتاراً منه ولكن طبيعته ، تلك الطبيعة التي تختلف تماما عن طبيعة المرأة، و كأن كل واحٍدٍ منهما ينتمي لعالم مختلف.
يتحدث د. طارق النعيمي في كتابه عن المشكلات التي تحدث بين الرجل والمرأة نتيجة هذا الإختلاف في الطبيعة الفكرية والسيكولوجية ويقول :
عند فهمنا لتلك السيكولوجية سنستطيع حتماً ترتيب أوراقنا في فهم الشريك وهذا بكل تأكيد سيكون السبب في أن تقل المشكلات بيننا .
ويعطي مثالاً لمشكلة الصمت او الإعتزال الذي يذهب إليها الرجال في كثير من الأحيان وتعتقد الانثى انه يبتعد عنها ولا يريد أن يشاركها تفاصيله ، ولكن الرجال من وقت لأخر يحتاجون إلى تلك العزلة لترتيب أفكارهم و حساباتهم ، فالمسؤولية على عاتقهم كبيرة جداً ، فهم مسؤولين عن تأمين أرواح أخرين وتوفير الحياة الكريمة لهم ، من الممكن أن يكون والده المتقاعد أو والدته او أخته وزوجته وأولاده، فهو يذهب إلى العمل فقط لكي يجلب المال لهؤلاء ، فما يمر به يكون قاسي جداً ، فبعض الرجال يقومون بالعمل في وظيفه واثنتان وثلاثه ، فيحتاج الرجل إلى (( هدنه محارب )) ، ف يكون فيها صامتاً من الخارج ولكنه في ضجيج من الداخل حتى يعيد ترتيب حساباته .
ولكن ….
عندما يفيق هذا الرجل من هذا الصمت أو يخرج من عزلته يتفاجأ برد فعل الأنثى التي تكون قد غضبت عليه وهنا يقول الرجل بكل بساطه أنا لم أفعل شيئاً ، وهذا من وجهة نظره كرجل ، أما الأنثى فتستشيط غضباً و ترى أنها فاجعة ، كيف له أن يصمت هكذا لقد أهملني وهذا من وجهة نظرها ك أنثى ، في هذا الموقف لو كان استطاع الرجل والمرأة فهم طبيعتهم السيكولوجية لكان الضرر أقل بكثير ، لأن موقف المرأة في هذا الموضوع سيجعل الرجل في حيره من أمره ف يغضب عليها وبدلا من أن يسود التفاهم و الود والوئام بينهما يسود الغضب ويبدأ الصراع و تراشق الإتهامات.
في هذا الكتاب أيضا يتطرق دكتور طارق النعيمي إلى الفرق الجسدي والتكوين الفسيولوجي المختلف تماماً بين الرجل والمرأة ، على سبيل المثال :
أن المرأة تشريحياً تتميز ب رسمة حوض مختلفه تماماً عن رسمة الحوض للذكر ، لأنها تلد فهناك مرونة أكثر في الحوض الذي يكون متهيأ لهذا الحدث الجلل وهو خروج إنسان من إنسان آخر ومن وجهة نظري المتواضعة أنها “معجزة ” ذلك الحدث العظيم الذي خص الله سبحانه وتعالى به المرأة و خصها بدورها في بناء شخص آخر ياخد من قوة جسدها و هو بداخلها ينمو و بناء شخصيته بعد خروجه من رحمها هو دور عظيم جدا تقوم به المرأة لذلك عظم الله شأنها و ثوابها و مكانتها ، فذلك الرجل شريك حياتها هو نتاج امرأة أخرى .
ولا يقل دورها عن دور الرجل القوام الذي خصه الله سبحانه وتعالى بالقِوامه بكسر القاف.
أوصيكم بقراءة هذا الكتاب جيداً فهو المسؤول عن الفصل الأول في كتالوجات النساء والرجال ويستفيض فيه د.طارق النعيمي في شرح الإختلافات السيكولوجية والفسيولوجية بيننا وبين الرجال.
أنتقل معكم إلى الفصل الثاني وهو(( الشخصية )) ، و هنا تختلف سمات الشخصية من شخص لآخر ،ةمن ذكر لأنثى ومن أنثى لأنثى مثلها وكذلك من رجل إلى آخر.
فيختلف الأخوة في صفاتهم وطبائعهم على الرغم انهم من نفس الأم والأب، ولكن تؤثر في شخصيتهم البيئة المحيطة ، ومعطيات الوقت الذي ولدوا فيه، وأيضا خبراتهم طوال الحياة.
في هذا الفصل أنصحكم بقراءة كتاب دكتور محمد طه ((علاقات خطِرة )) الذي يتحدث فيه عن كل خبايا النفس البشريه و العلاقات النسانية .
هل تعلم عزيزي / عزيزتي
أن الرجل بداخله رجل و امرأة و العكس صحيح؟؟ في الفصل الثاني يقول د. محمد طه:
يارجال … لاتحرموا أنفسكم من أنوثتكم .
كيف و متى تظهر الشخصية الأنثوية للرجل وتظهر الشخصية الرجولية للمرأة؟ وكيفية التعامل مع هذا الجانب الآخر من شخصياتناو، ستجدوه بالشرح الوافي في الكتاب .
و في الفصل الثالث تحديدا يقول:
أن لكل منا ثلاثة شخصيات ولكل شخصية نماذج مختلفة .
_الشخصية الأولى تدعى ” الأنا الطفلية”
وهذه الشخصية تمتلك ٣ شخصيات بداخلها
فهناك “الطفل الحر” و “الطفل المتكيف ” و “الطفل العنيد” .
_ الشخصية الثانية وتدعى ب ” الأنا الوالدية “
وتمتلك بداخلها شخصية ” الوالد الراعي ” و “الوالد الناقد “
_أما الشخصية الثالثة هي (( البالغ ))
كل هذه الشخصيات يصفها دكتور محمد طه في كتابه بمواقفها وتكوينها .
ولكن من الغير منطقي والذي لا يصدق أننا نتلبس تلك الشخصيات حقيقة قولاً وفعلاً لأن لكل شخصيه صفاتها النفسية والفكرية ولها بعض التعبيرات الخاصة بها وبعض الكلمات المعبرة عنها، فعلى كل منا أن يعي تلك الشخصيات ويتواصل معها حتى يستطيع التواصل مع نفس الشخصيات في الآخرين.
وهنا نتساءل. ……
لماذا تحدث المشكلة إذا تفاهمنا وتواصلنا مع تلك الشخصيات داخلنا ونفس الشخصيات مع الآخرين؟؟
تكمن المشكلة كالآتي:
على سبيل المثال تتحدث أنت بصيغة الوالد الراعي فيرد عليك الشخص الذي أمامك بصيغه الطفل العنيد وهنا تحدث المشكلة لأن لا يوجد توافق بين الشخصيتين عندما تتحدث مع الوالد الراعي فيجب أن يرد عليك من الطرف الاخر الوالد الراعي في شخصيته وعندما يتحدث معك الطفل المتكيف في الشخص الآخر يرد عليه الطفل المتكيف بشخصيتك .. .
امممممم طريقه معقده ؟ ؟
أنصحكم بقراءة ذلك الكتاب لكي تستمعوا بشرح تلك الشخصيات تفصيلياً و ستعودون ل قراءتهِ مراراً و تكراراً ، و سترون أنفسكم بين سطوره ، فهو عبارة عن ٣٠ فصل لا أستطيع أن أقول أن هناك فصل مهم عن آخر لأن جميعهم في غاية الأهمية.
هذا الكتاب الذي سيساعدكم كثيراً في فهم وإكتشاف أنفسكم و التواصل معها قبل الآخرين .
وفي النهاية أحب أن أوضح وأقول للنساء والرجال:
العلاقة بين الرجل والمرأة ليست حلبة مبارزة ليست صراعاً يجب فيه على أحدٍ منهما أن ينتصر و يفرض سيطرته على الآخر ، فهي حياة و علاقة قدسها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وكانت من أعظم سماتها كما قال الله سبحانه وتعالى وجعلنا بينكم مودة ورحمه ، هي علاقة تكميليه لكلٍ من الطرفين ، و لا داعي لقلب الأدوار فهي محددة منذ بدأ الخليقه (( الرجال قوامون على النساء )) فلا مجال لتلك الشعارات المستحدثه ( المرأة تساوي الرجل أو strong independent woman )
العلاقات النسانية جميعها قائمه على المودة والرحمة فما بالكم بعلاقة تمتلك مالا تمتلكه باقي العلاقات و هي الزواج .
فما بين المرأة و زوجها لايكون حتى بين أقرب الناس إليها ، علاقة بلا حدود ، علاقة يجب أن يجتمع فيها سمات العلاقات الآخرى ولكن لا تتسم العلاقات الأخرى بما تتسم به هذه العلاقة المقدسه و الرباط المقدس، بمعنى أنه يجب أن تكون الزوجة لزوجها أم و أخت و صديقه و زوجه على دراية كامله بما عليها و ما لها و العكس صحيح يكون الزوج لزوجته عائلتها و أصدقائها التي تركتهم بعد كل تلك السنوات لتكن له وحده ، حامله لعرضه و شرفه و أم لأبنائه ، ويكون على معرفة جيده بتلك المسؤولية التي يحملها على عاتقه.
فالمرأة تقف خلف زوجها ليس فقط لتجعله عظيماً ولكن لتختبئ ورائه من مصاعب الدنيا التي كلفه الله سبحانه وتعالى بها و أعطاه بها قوامته عليها لحمايتها و الحفاظ عليها .
أعيدو ترتيب حساباتكم .. فتلك الحياة التي منحها الله سبحانه و تعالى لنا تستحق .