مقال

النجاح في مغادرة منطقة الراحة

من استوى يوماه فهو مغبون

د. عادل جبار الربيعي | أكاديمي من العراق

منطقة الراحة المنطقة المفضلة للانسان فهي اسهل الطرق للعيش الهاديء دون منغصات وعكسها هي منطقة القلق والتعب والتي يدخل فيها الشخص المثابر الذي يحاول أن يجعل غده أفضل من يومه كي يتحاشى الغبن الذي يلحق به جراء استمرار الساعة بالسير قدما دون توقف وبلا عودة. إنها واحدة من تلك القيود التي يصنعها الإنسان بنفسه ويكبّل بها مهاراته وقدراته، هي أشبه بشعور وهمي بالاستقرار والأمان والرضا، لكن في حقيقة الأمر ما هي إلا منطقة للركود والخمول والخوف والكسل.. نبحث دائمًا عن طريقة لـكيفية الخروج من منطقة الراحة بديلها طبعا الارهاق والتعب والمشقة ونسعى لكن دون فائدة .

بإمكاننا تعريف منطقة الراحة بأنها الميل للقيام بالأفعال الروتينية، وتفضيل كل ما هو ثابت ومألوف بالنسبة لنا، والبعد عن كل ما هو جديد خوفًا من الإقدام على كل ما يتطلب منا بذل الجهد والتغيير، وهذا يوفر لنا شعور زائف بالأمان.
الأمان من وجهة نظرنا هو بالحقيقة ايقاف لدور الانسان الحقيقي في السعي والاجتهاد والعمل من اجل غد افضل ولو استمر الجميع على البقاء في منطقة الراحة سوف يتوقف العالم أجمع أو لربما سنعود إلى عصور ماقبل التاريخ.

إن كل التجديد بدأ من مغادرة منطقة الراحة نحو مرحلة التعب والمشقة والتفكير والمحاولة والفشل ثم الفشل. فالنجاح والمحافظة عليه وهكذا تتوالى الخطوات تباعا. مجرد من مغادرتك تلك المنطقة عبر طريق اللاعودة بالفعل، كثيرًا ما يفضل الإنسان البقاء على ما هو عليه نتيجة لمشاعر الخوف، الخوف من المجهول، الخوف من الجديد، الخوف من الفشل، الخوف من اتخاذ القرار. وللتغلب على مشاعر الخوف تلك كل ما عليك فعله أن تسأل نفسك ما أسوء شيء ممكن أن يحدث؟ وفي الغالب ستجد أنه ليس هناك أي شيء يدعو إلى الخوف والقلق من مغادرة تلك المنطقة لانك ستجني ثمار اكثر من كونك تجلس في حديقة جدباء.
الشعور بالنجاح سيكون الدافع الذي ينمي فكرة اللارجعة والتقدم للامام رغم ازدياد حالات عدم الراحة المستمرة وكلما زاد هذا الشعور فانك في الاتجاه السليم الأمر ليس بالسهل لكنه ليس مستحيلًا وكيفية الخروج من منطقة الراحة سؤال يحتاج لبحث وإصرار على تغيير روتين حياتك. نعم “الخروج من منطقة الراحة أمر صعب في البداية حالة اللااستقرار في الوسط ولكنه الاجمل في النهاية، لأن في نهايته يُظهِر لك عالمًا جديدًا بالكامل.
إن التغيير ليس بالأمر السهل ولا هو بمتناول الجميع وهو بالتأكيد طريق محفوف بالمخاطر والصعوبإت والا لطاله الجميع.. فالدنيا بكل تأكيد لاراحة فيها في جميع الأحوال وعليه يجب اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لمغادرتها.. اسال نفسك هل أنت في منطقة الراحة فإذا كان كذلك فأنت مغبون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى