مقال

كنا وصرنا ولماذا؟!

بقلم: د. أحمد الطباخ
هل نحن أقل من هذه الدول التي أصابتها النكبة وقامت من نكبتها تستعيد الأمجاد وتسلك الطريق وتطور من ذاتها وتبث الأمل في شعوبها وتقدم لها الأمال بعد شحذ العزائم وتقديم أجمل ما لديها وأروع ما تملك فتستعين بالكفاءات وتواصل العمل الدؤوب لكل ما يسعد الإنسان من أجل غد أجمل لأبنائها الذين يستحقون العيش الكريم وسط أمم الأرض.
لقد كان التعليم عندنا هو الركيزة الأساسية والقضية الأولية التي من أجلها تضافرت الجهود وأنفقت الأموال من أجل أن تتقدم البلاد فكانت ملء الأسماع والأبصار فقد كانت بلاد تحلم أن تتطور في تعليمها مثلنا بل كانت تبعث البعثات التعليميه إلينا تتعلم من رواد تعليمنا وتقتبس من طريقتنا وتنهج منهاجنا في الريادة والتميز المؤسسي الذي كان قائما على عباقرة التعليم فكنا نعتز بثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا ومؤسساتنا حيث كان ذلك رافدا هاما ومملحا فريدا في القوة الناعمة التي جعلت غيرنا يقدر معلمينا ونابغينا ومفكرينا وكل من اغترف من هذا المعين التعليمي الرائد .
ظل الأمر كذلك حتى ابتلينا برهط من الذين ليس لديهم رؤية واضحة ولا ثقافة أصيلة متجذرة ولا شخصية متفردة يدافعون عما اقتنعوا وٱمنوا من أجل تقديم تجربة لا تقبل التجريب ولا النفاق المجتمعي من أجل إرضاء طالب يريد أن يسلك الطريق السهل دون تعب ولا جهد وأسرة لا حول لها ولا قوة في مؤازرة الرؤية الثاقبة ولا دولة ليس لديها النفس الطويل في تحقيق التعليم الفريد الذي لا يقبل أن يكون كما يطلب هؤلاء الشراذم من أراذل القوم .
يا سادة قضية التعليم هي المستقبل الزاهر والأمن الحقيقي والقومي لأجيال قادمة تكون سندا لنفسها ولأسرتها ولوطنها فهي الصناعة الحقيقية التي تصنع العقول الواعية والأدمغة المنتمية لوطنها وأمتها والمحصنة ضد كل ما يضر، فلماذا نقلد الغرب في خيبته وانحلاله ولانقلده في علمه واتقانه؟ ولماذا المسؤولون عندنا يجربون علينا تجارب الفاشلين؟ ،ولماذا لاندرس تجارب الامم الناجحة في تعليمها ونطبقه عندنا؟، ولماذا لايكون التعليم عندنا كاليابان والصين وامم الشرق؟ ولماذا تقليد الغرب بالذات؟ كنا نعلم الامم وصرنا عالة على الأمم!. لقد كنا أعظم أمة وصرنا في ذيل الأمم! تدبر فصول ومدارس اليابان لتعرف كيف كنا وإلى ماذا صرنا، ولاتقل ديموقراطية وبرلمان ولكن سلوك وأخلاق
وإذا اصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى