مُرافعَةُ قَابيل
الشاعر رائد عيد / سوريا
دَعْ ما لأسماءَ، إنْ فاتتْ، لأسْمَاءِ
وما على القلبِ منْ همٍّ، ومنْ داءِ
تَزيْدُ في قيمةِ الأشياءِ حاجَتُهَا
ما أعْجزَ البَحْرَ، عن كُوبٍ منَ الماءِ!
ياقمْحَ قابيلَ يذوي فوقَ مَصْطَبتي،
هذا عطائي، ورَبُّ الشَّاءِ للشَّاءِ
صَفَعتُ وَجهَ المَدَى، لمَّا بَدا شَبِقَاً،
وشَدَّني من قَميصيْ قَصدَ إغوائي
أنا القتيلُ، ولكنَّ الغُرابَ أبَى
دَفني، وبَدَّلَ أسماءً بأسماء
جَمَعْتُ أشلاءَ هذي الأرض سُنبلةً،
فمنْ سَيجْمَعُني من بينِ أشلائي؟
أنا الذي أطعَمَ الأفواهَ مِنْ دَمِهِ،
من أينَ أُطعِمُها إنْ جَاعَ أبنائي؟