أصبحت لي دولتان

شفيق حبيب | فلسطين
لوحة الفنانة السورية ديانا عباس

إسـْمَعي أيتها الدنيا !
أهازيجَ البيان ْ …
أصبحتْ لي دولتـــان ْ ..
دولــة ٌ :
تأكلُ رملَ البحر ِ
تحيا في تلافيفِ الرِّهــــان ْ
غابَ عنها المــــاءُ …
والنـّــورُ …
وأفراحُ المكـــان ْ ..
والرُّؤى أضحتْ لديها تائهات ٍ ..
شائهــــات ٍ ..
فوقَ ساح ِ المِهرَجــــان ْ …
آه ِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ ..
آه ِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ ..

دولـــة ٌ أخرى :
تجيدُ القفزَ من حِضْن ٍ لحِضْنِ ٍ
فوقَ كفـَّيْ بهلــــوان ْ ..
هَمُّهـــا :
ثـَدْيٌ هنـــا يُعطي ..
ويغذوهـــا الدُّخـــانْ ..
هَمُّهـــا :
ثديٌ يدُسُّ السـُّـــمَّ في زيف ِ الحَنــــانْ .
آهِ !! يـا غـَدْرَ الزّمـــان ْ..
آهِ !! يـا غـَدْرَ الزّمـــان ْ ..

أيّها الشـّعبُ الذي أضحى
مَطــــايا …
وخبـــايا ..
ما تبقــّى :
تائــِـه ٌ في بحر ِ أسرار ِ الخفـــايـا ..
ما تبقــّى :
صرْخـَة ُ المَيْت ِ
وأحلامُ الصّبـــايا …
والسّبـــايا …
بينَ فكــَّيْ أفعُــــوان ْ
آهِ !! يا غدرَ الزّمــــان ْ…
آهِ !! يا غدرَ الزّمـــان ْ …

أصبحَ السّـــادة ُ أسيـــادَ المنابـِــر ْ
يُطلِقون َ النـّــارَ من أفواهِهم
والشعبُ صـــابرْ …
ورغيفُ الخبز ِ نــــادر ْ ..
لم يَـعُـدْ للنـّاس ِ مأوى …
لم يَـعـُدْ للنـّاس ِ من مثوى
سوى حِـضـْن ِ المقــابـر ْ…
والشـّـــعائر ْ …
وانكســـارات ِالجُبـــان ْ …
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ …
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ …

أيّها الشعبُ المُداوى بالمثالِــب ْ ..
أيها المثقوبُ في دنيـــا الغـَـرائب ْ …
حــاضـرٌ .. أم أنتَ غــائــــب ْ ؟؟؟
أينَ ولـّى الوعــْـدُ …؟
أينَ العَـهْــدُ
أينَ الشـَّهـْدُ …؟
والمستقبلُ المأمـــولُ يهوي
في التـّجـــارب ْ ..
والمســـارب ْ .. ؟؟
أصبحَ الآتي ضـَـيـــاعا ً ..
وشـِراعــــــا ً ..
مزّقــَتـْه ُ الريحُ في بحر ِ النـّوائــب ْ ..
أصبحَ الآتي صِـــراعـــا ً ..
في رَصــاصــات ِ المُحـــارب ْ ..
واشتِعــالات ِ الرّغـــائب ْ ..
في مشاريع ِ الهَــوان ْ ..
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ..
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمـــانْ ..

إسْمَعـيني يا جـِبــالَ القـُـــدْس ِ !!
يا رمزَ الهَـــزائم ْ !!
وَلـّـَـت ِ السّـِـبعونَ ..
والبغضـــاءُ .. والأحقــادُ .. بركـانٌ
على نفطِ الغنـــائم ْ ..
هاكـُمـو أمــوالَ قارون ٍ
وأعطــونا ترابَ القــُدْس ِ تِبـْـــرا ًَ
وســـلامـا ً .. وأمــان ْ..
يا ســــواقينا ! ارجـِعي نهرا ً
وقلبـــــا ً واحـــدا ً …
روحــــا ً … دِمـــاءً … ولِســـان ْ …
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمــان ْ …
آهِ !! يا غـَدْرَ الزّمــان ْ …

أيُّهــــا الناعي !! أجـِبْني
مَنْ هوَ الـدّائن ُ خِزْيـــا ً والمُـــدان ْ
في ميــادين الطـِّعـــان ْ ؟؟؟
آهِ !!
يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ..!!
آهِ !!
يا غـَدْرَ الزّمـــان ْ ..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى